مساوئ انتشار قاعات 5 نجوم في مدارسنا : بقلم محمد العش
انتشرت ظاهرة قاعات دراسية من فئة 5 نجوم في مدارسنا من ضمن المبادرات المختلفة التي يأتي بها بعض الزملاء من تزيين للقاعات التي يدرسون فيها بضروب الزينة الباهضة الثمن والمقاعد المريحة والثلاجة والتنوير من الصنف الرفيع والستائر والمكيفات على نفقاتهم الخاصة …
هذا الترف الظاهر في مثل هذه المبادرات الفردية لبعض المربين لا تنطبق مع مبادرات رائدة لعديد المربين والمديرين في مختلف جهات البلاد تهدف إلى توفير فضاءات ينتفع بها جل تلاميذ المدرسة أو أعمال ترميم تحقق تحسين جودة الحياة فيها ( مدرسة أناطول فرانس مثلا ). إما أن تنتشر مثل هذه القاعات المترفهة جدا تأثيثا وتزيينا في نفس المدرسة لأن الانفراد بهذه الأبهة ينسف مبدأ العدالة في الحظوظ والحياة المدرسية المتكافئة بين الجميع في نفس المدرسة وبالتالي يختل ويفقد قيمته ويصبح ضربا من ضروب تكريس الطبقية …
والحال ان المدرسة هو المكان الاكثر عدالة وإنصافا بين مختلف التلاميذ في المجتمع كما يساورني الشك من هذه المبادرات ومن أهدافها ومراميها لتدخل من صنف الاعمال الدعائية والتي تهدف إلى تسجيل الحضور على شبكات التواصل الاجتماعي وكسب منافع خاصة كالدعاية والتكريم. لذلك ادعو وبإلحاح إلى التوقف عن هذه الاعمال العبثية بأمر وزاري . ولكن ويا خيبة المسعى لأن الإدارة بل الوزارة تشجع على ذلك بوعي منها او دون وعي بخطورة هذه الممارسات. بينما الواجب يدعو إلى توظيف الجهد والمال والوقت في تحقيق الفعل البيداغوجي الهادف والضروري والمناسب والعصري الذي يواكب تطور وسائل الاتصال الرقمية والكف عن الجري وراء الظهور من اجل الظهور باعتماد طرق وأساليب تكرس الطبقية في فترة حساسة من حياة أبنائنا وضرب من ضروب الترف. يا حبذا لو وظفت هذه الاموال في مساعدة بعض المدارس أو صرفها في إصلاح قاعات نفس المدرسة بما يناسب من الزينة الضرورية والمقاعد اللائقة وتوفير وسائل عمل ومعينات بيداغوجية لنفس المدرسة ينتفع بها الجميع.
القراء يكتبون / محمد العش