في مخطط بدأ اعداده منذ جوان 2016 .. الكشف عن كيفية توريط التونسيين في قضية “محمد الزواري”
مخطط بدأ اعداده منذ جوان 2016
قال وزير الداخلية، الهادي مجدوب في ندوة صحفية عقدها اليوم، إن الشخصين الذين قاما بكراء السياراتين اللتين تم استخدامها في عملية اغتيال “محمد الزواري” اعترفا بأنهما قاما بذلك بناء على طلب من فتاة قاطنة بولاية زغوان تعمل لفائدة قناة إعلامية أجنبية لتغطية احدى التظاهرات بمدينة صفاقس.
و أضاف الوزير أنه الفتاة المذكورة كانت موجودة بإحدى الدول الأوروبية عند حدوث الجريمة وقد تم إقناعها بالعودة إلى تونس من قبل الوحدات الأمنية خوفا عليها من استهدافها.
وأكد أنها عادت إلى تونس يوم 16 ديسمبر 2016 وقد اعترفت بأنها عثرت خلال شهر جوان 2016 على “الأنترنت” على عرض للعمل من شركة أحنبية وقد أرسلت سيرتها الذاتية و تم الاتصال بها خلال شهر أوت 2016 من قبل شخص أجنبي و عرض عليها السفر إلى “فيينا” و تكفل بمصاريف السفر و الإقامة.
وقد أخبرها الشخص المذكور أن الشركة تهتم بإنتاج أفلام وثائقية تخص 6 بلادان عربية من بينها تونس، كما قام بتقديمها لشخص ثان من أصول عربية ويحمل جنسية أجنبية و أعلمها أنّ هذا الشخص هو الذي ستتعامل معه مستقبلا.
و أفادت الفتاة بأنّها تحولت إلى فيينا بطلب من الشخص الثاني و قال لها إنّ الشركة تعتزم إنتاج شريط وثائقي حول الطيران و الطب و القيادة في الابلدان العربية و منها تونس و طلب منها الاهتمام بشخص من تونس يدعى محمد الزواري مقابل 100 أورو لليوم الواحد اضافة إلى مصاريف التنقل والإقامة.
وأشار أنه يوم 12 ديسمبر أي قبل 3 أيام من الحادثة اتصل بها الأجنبي ذي الأصول عربية وطالبها بتوفير سيارتين بمواصفات معينة ومنها سيارة تفتح ابوابها بطريقة جانبية وأنها كلفت شخصين لهذه المهمة.
وأكد الوزير أن جميع الاتصالات التي تمت مع الجهات المتهمة كانت عبر الوات ساب او الفايبر.
وأكد أن الأجنبي اتفق مع الفتاة على ترك السيارتين في أماكن محددة، وأنه تم إبقاء سيارة قرب جامع القصاص وترك المفاتيح على العجلة ومفتاح اخر بعلبة الوثائق داخل السيارة الثانية مضيفا أنه طلب منها فيما بعد السفر الى النمسا في رحلة يوم الغد.
وقال الوزير انه بالتوازي مع المخطط الاول كان هناك مخطط ثان واحداث أخرى تمت بالموازاة ، كشفها حجز شرائح تاليفونات باسم تونسيين آخرين، عثر عليها في السيارة الثانية وهما يخصان تونسيان مقيمان بسلوفينيا.
وأشار أن هذين التونسيين قاما بالدخول لنفس الموقع على الانترنيت وعاينا العرض في الموقع وقاما بالاتصال بصاحبه.
وأشار أن الأجنبي الأول ربط الصلة بهما وأبلغهم انه يدير شركة مع شخص من جنسية اجنبية ومن أصول عربية وطلب منهم انهم يجدا مقر للشركة في صفاقس، وهو ما فعلوه وقاما بكراء منزل بطريق سيدي منصور، كما توليا شراء سيارتين بمواصفات معينة وشراء بطاقات شحن 600 دينار وهواتف جوالة وشرائح لهواتف جوالة مشحونة بـ400 دينارا مكالمات.
وأشار أنه طلب منهما إرساء السيارات في أماكن محددة وإبقاء المفاتيح قرب العجلات، مضيفا أن أحد التونسيين رفض ذلك، مما أجبر الاجنبيين على الطلب منه أن يفوت في السيارتين ويعيد المنزل المسوغ ويمنحهما ما قبضه.
وأكد الوزير أنه لا علاقة بين المجموعة الأولى والثانية اذ الغاية وضع سيناريوهات لتجنب أي فشل محتمل.
وأكد المجدوب أنه تم التثبت في كاميراهات مراقبة وثبت استعمال السيارتين التي تم تسويغها بما أن السيناريو الثاني فشل فقد تم الاتجاه للسيناريو الاول.
وأكد المجدوب أنه تم حجز مسدسين و 4 سيارات و 16 هاتف جوال وبعض الحاجيات الأخرى وتم حجز تسجيلات التي تغطي كامل مدينة صفاقس.
وأشار أن الأجهزة الأمنية استخلصت أن الموقع الالكتروني كان الواجهة للاستقطاب وتم احداثه باتقان، وأن مخطط الاغتيال تم الاعداد له بصفة مسبقة وهذا المخطط مرتبط بتكوينه الأكاديمي وارتباطه بتنظيمات إقليمية.
وأكد أنه تم تكليف عناصر تونسية للإعداد اللوجستي ووقع عدم الكشف على الأهداف الحقيقية، مضيفا أنه تم التعرف على هوية الاجنبيين وأن العملية تم التخطيط لها خارج التراب التونسي.
كما أشار المجدوب إلى إمكانية ضلوع جهاز مخابرات أجنبي في عملية الاغتيال لكنه أشار أن الوزارة ليست لديها اية مؤيدات او دليل قاطع حول ذلك.
وأكد أن الوزارة انطلقت في عديد الإجراءات مع الانتربول وكذلك من خلال الديبلوماسية لتعبئة الرأي العام العالمي.
وأشار أنه أمكن جمع كافة المعطيات الكافية والمثبتة حول الاجنبيين، وأنه تم إيقاف 10 أشخاص ضالعين بصفة مباشرة في عملية الاغتيال.
إيقاف 6 أشخاص سهّلوا تنقّل الصحفي الإسرائيلي
في موضوع الصحفي الإسرائيلي، قال وزير الداخلية الهادي مجدوب إن الصحفي الذي يعمل في القناة العاشرة الاسرائيلية ليس من الصحفيين المعتمدين في تونس وإنه لم يتقدم إلى أي جهة لطلب الحصول على ترخيص لإجراء حوار أو تحقيق.
و أضاف الوزير أن الصحفي المذكور يدعى moav vardi ويحمل الجنسية الألمانية وقد تمكن من الدخول إلى تونس يوم 17 ديسمبر 2016 على متن طائرة قادمة من روما بجواز سفر ألماني بعد أن قدّم نفسه على أساس أنه كاتب.
وقد انتقل بعد ذلك مباشرة إلى مدينة صفاقس بمساعدة أطراف تونسية على متن سيارة مسجلة باسم زوجة أحد هذه الأطراف، علما وأنه قد تم إيقافهم جميعا وعددهم 6 في انتظار مزيد البحث والتحري.