النّادي الصفاقسي : هل يتّخذ عبد النّاظر هذا القرار الشّجاع ؟
بعد أن استقرّ رأي أصحاب القرار في النّادي الرياضي الصفاقسي خلال الأسبوع الماضي على الاستغناء عن خدمات المدرّب شهاب اللّيلي أصبح هذا القرار محلّ أخذ وردّ وجدل واسع في أوساط النّادي. ويبدو أنّ إمكانية تجديد الثّقة في اللّيلي لمواصلة تدريب الفريق تبقى واردة. فما هي الأسباب التي أدّت إلى هذا التّململ بخصوص الحسم في ملفّ المدرّب؟
قرار التخلّي عن المدرّب شهاب اللّيلي جاء إثر الحملة التي قام بها جانب هامّ من أحبّاء الأبيض والأسود ضدّ بقاء هذا المدرّب على رأس الإطار الفنّي للفريق بسبب تحميله مسؤولية العثرات التي سقط فيها “السّي آس آس” في الجولات الأخيرة والحاسمة من سباق بطولة الرّابطة المحترفة الأولى والتي أدّت إلى عجزه عن التّتويج باللّقب وكذلك التّفريط في المرتبة الثّانية للترجّي الرياضي التّونسي. ويبدو أنّ مسؤولي نادي عاصمة الجنوب تجاوبوا مع موقف الأحبّاء المعارضين لمواصلة المدرّب شهاب اللّيلي الإشراف على الحظوظ الفنّية للفريق في الموسم الجديد بسبب الخيبة الكبرى النّاتجة عن الاكتفاء بالمرتبة الثّالثة في حين أنّ المرتبة الثّانية كانت في المتناول – وحتّى التّتويج باللّقب كان ممكنا لو تمّ كسب النّقاط الثّمينة التي تمّ إهدارها بطريقة غريبة وساذجة في الأمتار الأخيرة من السّباق بسبب بعض الاختيارات الفنّية والتّكتيكية غير الصّائبة وفقدان اللّاعبين للحماس والتّركيز الضّروريّين في تلك المرحلة الحسّاسة والحاسمة من منافسات البطولة.
هل تتراجع الهيئة عن قرارها؟
منذ أن علموا بوجود نيّة لدى أصحاب القرار في الاستغناء عن خدمات المدرّب شهاب اللّيلي انطلق أحبّاء النّادي الصفاقسي في التّعبير عن مواقفهم من هذه المسألة – سواء في الشّارع الرياضي أو على صفحات شبكة التّواصل الاجتماعي. وفي الواقع – وإلى جانب وجود جانب هامّ من الأنصار الذين يطالبون برحيل المدرّب شهاب اللّيلي – لاحظنا كذلك خروج الأنصار المؤيّدين لبقاء هذا المدرّب على رأس الإطار الفنّي عن صمتهم للتّعبير عن رغبتهم في مواصلته لمهامّه اعتقادا منهم بأنّ التّعاقد مع مدرّب جديد في الظّروف الحالية يعتبر مغامرة كبرى بإمكانها أن تدفع بالفريق نحو المجهول وأن تعود به أشواطا إلى الوراء. وحسب العديد من الأحبّاء عرف “السّي آس آس” نقلة نوعية على مستوى النّتائج علي يدي المدرّب شهاب اللّيلي خلال موسم 2015-2016 ونجح الفريق في وقت قياسي في تجاوز الأزمة العميقة والحادّة التي عاشها في الموسم الماضي والتي كادت أن تدخله في نفق مظلم لولا نجاح المدرّب شهاب اللّيلي في إعادة ترتيب البيت وفي قيادة الفريق إلى تحقيق نتائج متميّزة في سباق بطولة الرّابطة المحترفة الأولى.
الأحبّاء المؤيّدون لبقاء المدرّب شهاب اللّيلي على رأس الإطار الفنّي للنّادي الصفاقسي يعتقدون أنّ مسيرة الفريق كانت موفّقة عموما – رغم اعترافهم بأنّه كان بالإمكان أحسن ممّا كان لو كان المدرّب أكثر جرأة على مستوى اختياراته ولو تحلّى اللّاعبون بالرّوح الانتصارية العالية في بعض المباريات الحاسمة.
حسب رأي عديد الأنصار نجح اللّيلي في تحقيق الأهداف المرسومة وأكثر اعتبارا لأنّه كان مطالبا بإعادة بناء الفريق وقيادته إلى إنهاء الموسم في مرتبة تسمح له بالعودة إلى المنافسات القارّية للأندية – حسب ما ينصّ عليه العقد الذي أمضاه الجانبان في نهاية شهر أوت 2015. لذلك يعتقد هؤلاء الأحبّاء أنّ المدرّب شهاب اللّيلي جدير بمواصلة تدريب الفريق خاصّة وأنّ بإمكانه أن يستفيد من تجربة هذا الموسم وأن يدعم النّقاط الإيجابية ويأخذ العبرة من الأخطاء حتّى يطوّر أساليب عمله ويعدّل اختياراته بشكل يساعد الفريق على التّدارك والعودة إلى الصّعود على منصّات التّتويج في الموسم الجديد.
في انتظار القرار الشّجاع
قرار التخلّي عن المدرّب شهاب اللّيلي أو تجديد الثّقة فيه لا يزال محلّ جدل واسع في أوساط نادي عاصمة الجنوب. وحتّى الأسماء التي تمّ تداولها خلال الأيّام الماضية والتي تمّ التّفكير في التّعاقد معها لخلافة اللّيلي هي نفسها محلّ جدل وليس هناك إجماع حولها. ومن ضمن الأسماء التي تمّ التّفكير فيها نذكر بالخصوص نبيل الكوكي والهولندي رود كرود اللّذين سبق لهما أن أشرفا على الحظوظ الفنّية للفريق وكذلك المدرّب البلجيكي لوك إيماييل الذي درّب الشّبيبة الرياضية القيروانية في موسم 2014-2015 والمدرّب الفرنسي باسكال جانان الذي درّب الشّبيبة الرياضية القيروانية كذلك هذا الموسم.
الآن وبعد أن مرّت العاصفة النّاتجة عن الخيبة التي عاشها الأحبّاء في نهاية هذا الموسم بسبب التّفريط في لقب البطولة وفي المرتبة الثّانية – وبعد أن هدأت موجة الغضب التي طالت الإطار الفنّي – أصبحت مسألة التخلّي عن المدرّب شهاب اللّيلي محلّ جدل كبير وواسع. وحسب الاعتقاد السّائد لدى عديد الأنصار – وحتّى لدى بعض أصحاب القرار – من الأفضل للفريق أن يواصل اللّيلي مهامّه في الموسم الجديد اعتبارا لأهمّية الاستمرارية ولتفادي السّقوط مجدّدا في مشكل عدم استقرار الإطار الفنّي الذي بإمكانه أن ينعكس سلبيّا على مسيرة ونتائج الفريق إلى جانب نزيف الأموال الذي ينتج عن هذا المشكل ويؤدّي إلى ذهاب مبالغ لا يستهان بها هباء منثورا… وفي هذا الإطار لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الهيئة المديرة للنّادي الصفاقسي ستكون مجبرة على دفع مبلغ لا يقلّ عن مليارا من ملّيماتنا للمدرّب البرتغالي باولو دوارتي الذي تمّت إقالته في الصّائفة الماضية بعد أن أشرف على الحظوظ الفنّية للفريق لمدّة لا تتجاوز الأربعة أشهر.
لهذه الأسباب يرى العديد من أحبّاء الأبيض والأسود أنّ بقاء المدرّب شهاب اللّيلي على رأس الإطار الفنّي لفريقهم هو الحلّ وهو صمّام الأمان لمستقبل أفضل… لكن – وحسب البعض من المؤيّدين لبقاء اللّيلي – لا بدّ كذلك من دعم الإطار الفنّي بمدرّبين مساعدين لهم من الكفاءة والخبرة وقوّة الشّخصية والكاريزما ما يؤهّلهم لمساعدة اللّيلي على قيادة الفريق إلى منصّات التّتويج.
السّؤال الذي أصبح مطروحا بإلحاح في أوساط نادي عاصمة الجنوب هذه الأيّام هو هل سيتّخذ رئيس الهيئة المديرة لطفي عبد النّاظر القرار الشّجاع المتمثّل في تجديد الثّقة في المدرّب شهاب اللّيلي؟
محمّد كمّون / جريدة “الصّريح”