في العاصمة : عرض الحضرة والنوبة الصفاقسية.. مزج بين الاغاني الروحانية والتراث الشعبي لولاية صفاقس
أشرقت الأنوار ، وتعالت أصوات الدفوف والبنادير ، ورفرفت سناجق أولياء الله الصالحين لتعلن عن بداية سهرة جديدة من سهرات الدورة الأولى لتظاهرة “فنون البحيرة ” أحيتها مساء أمس الأحد بفضاء باب البحيرة ،فرقة الحضرة والنوبة الصفاقسية بقيادة الشيخ مرشد بوليلة.
ديكور خاص أعدته عناصر الفرقة (24 عنصرا) بهذه المناسبة ، حيث زينت المفروشات بخطوطها المميزة وألوانها التقليدية الركح والمساحات المواجهة له، وتناثرت الأواني النحاسية والأباريق والصواني هنا وهناك، وزينت أيضا الكراسي والطاولات بأقمشة من الصنع اليدوي ليجد المشاهد نفسه في أجواء حميمية وكأنه في محراب لأحد أولياء الله الصالحين.
الانطلاقة كانت في حدود الساعة الحادية عشر ليلا بسلسلة من نوبات العوامرية على غرار نوبة “لا الاه الا الله” ونوبة “سيدي علي الكراي” ونوبة “بوعكزين” ونوبة العيساوية ، نوبات تمازجت فيها إيقاعات البندير مع نغمات “الأورغ ” الذي تستعمله الفرقة لإضافة لمسة عصرية على ترنيمات الموروث الصوفي أناشيد، وأذكار، ومدائح تتباهى بخصال الرسول الكريم وتمدح عظمة الله عز وجل ،تفاعل معها الجمهور الذي كان أغلبه من أصيلي ولاية صفاقس بالتصفيق والرقص والغناء.
هذا التفاعل والتناغم مع العرض كان لجمال الكلمات وعذوبة اللحن الذي أعادت المجموعة توزيع بعضه لينسجم مع روح العصر، هذه الفرقة التي تأسست سنة 1984 تضم في صفوفها شيوخا تجاوزوا الستين حفظوا هذا الموروث الصوفي عن أجدادهم وورّثوه للأبناء، كما تضم مجموعة من الشباب المولعين بهذا الفن حاملين لواء الاستمرارية والتجديد.
بعد سلسلة من النوبات قدمت المجموعة وصلة من الأغاني الفلكلورية الخاصة بمدينة صفاقس منها “عشيري الأول” و “يا نور عيني” و”راكبة الخيالي” وأغنيات أخرى من التراث استعملت فيها آلتي الأورغ والكرنيطة (الكلارينات) أما الخاتمة فكانت من خلال نوبة سيدي منصور أشهر أولياء عاصمة الجنوب والذي وقفت له كامل عناصر الفرقة احتراما لمقامه ورقص الجمهور رقصة كانت متناغمة مع الإيقاع فكانت أقرب الى رقصات الدراويش.
فرقة الحضرة والنوبة الصفاقسية قدمت وعلى إمتداد ساعتين من الزمن مساء ليلة النصف من رمضان عرضا متناغما في جميع عناصره غناء ورقصا وعزفا علاوة على الديكور الذي قدم إضافة مميزة جعلت منه عرضا متكاملا توفرت فيه كامل عناصر الفرجة.
وات