أين الممرات الخاصة بالدراجات في صفاقس؟
من أبجديات تخطيط الشوارع والطرقات داخل المناطق البلدية تخصيص لكل مستعملي الطريق ممرات خاصة فالطوار( المادة ) للمترجلين وللمترو سكة خاصة به والسيارات طريق فسيح عريض وللدراجات بنوعيها ممر خاص يحمي راكبيها مخاطر السيارات ومآسيها ….
في صفاقس مثلا تمت إزالة هذه المرات الخاصة بالدراجات من أجل توسعة الشوارع للسيارات التي تضخم عددها لكن من حق أصحاب الدراجات أن يكون لهم ممر خاص رغم قلتهم اليوم عكس ما كان في السبعينات والثمانينات حيث كانت تحتل مدينتنا صدارة الترتيب العالمي في عدد الدراجات وخاصة الموبيلات الزرقاء… ما نراه يوميا من تجاوزات قاتلة لأصحاب الدراجات النارية وخاصة الفاسبا منها من شبابنا ومخاطر ألعابهم البهلوانية تدعو للشفقة عليهم حيث أنهم يحملون أكفانهم فوق رؤوسهم…
لكن أصحاب الدراجات الهوائية ضاعوا في الطريق وتاهوا فلا قيمة لهم ولا احتراما فكأنهم ممتطون مراكب خفيفة في بحر متلاطم الامواج …الصورة قاتمة خاصة عندما يمتلئ الشارع أو الطريق عند الأضواء المرورية فلا يجدون منفذا ولا ممرا يمكنهم من الوقوف في اول الطوابير الطويلة من السيارات فيرغمون على الترجل على الرصيف ثم يعودون إلى الطريق لمواصلة السير أليس من حق أصحابها التمتع بممر خاص بهم يحميهم من مخاطر الطريق ويدفع عنهم بلواه.؟..
لماذا لا نقلد المدن الاوروبية التي تخصص لجميع مستعملي الطريق دون استثناء ممراتهم وتحترم هذه الممرات من قبل الجميع ؟ هل بمثل هذه الفوضى نشجع على استعمال الدراجات الهوائية لمقاومة تلوث الهواء والاكتظاظ الخانق الذي يؤرق السائقين ؟ لماذا لا نشجع المتساكنين القريبين من المدينة استعمال الدراجات الهوائية ؟ أتمنى ان تعود هذه العادة إلى الصفاقسية حيث كانت الدراجات سيدة الطريق بدون منازع؟هل يمكن أن نتخيل يوما عودة هذه المرات وهي دليل تحضر وشكل من أشكال الديمقراطية؟
محمد العش.