المخ الكبير يزيد الذكاء لكنه لا يخلو من المخاطر!
يؤثر حجم المخ بأشكال مختلفة على الكائنات الحية لاسيما على قدراتها الذهنية، وبالرغم من أن كبر حجم المخ قد يتناسب طرديا مع الذكاء إلا أنه يتناسب عكسيا مع قدرات أخرى في أجهزة الجسم. حيث خلص فريق علمي نمساوي إلى أن كبر حجم المخ بشكل كبير يؤدي أحيانا إلى ضعف قدرات جهاز المناعة لدى بعض الكائنات الحية من بينها أحد أنواع الأسماك، التي شملتها الدراسة.
وأوضح الباحثون بمعهد كونراد لورنس بجامعة فيينا، أن جسم جميع الكائنات الحية يحتوي على قدر معين من الطاقة، واستئثار أحد أعضاء الجسم بجزء كبير من هذه الطاقة يؤثر بشكل سلبي على باقي الأعضاء وحاول الباحثون خلال تجربتهم اختبار جهاز المناعة لدى أحد أنواع الأسماك على محورين، أولهما المناعة التي تولد بها تلك الأسماك، وثانيهما يتمثل في المناعة التي تكتسبها الأسماك على مدار حياتها وفقا للظروف المحيطة بها. ولاختبار جهاز المناعة تمت زراعة قشور غريبة على جسد الأسماك. وأظهرت النتائج التي نشرتها “فيينر تسايتونغ”، أن جهاز المناعة لدى الأسماك ذات المخ صغير الحجم، كان أقوى في التعامل مع الأجسام الغريبة؛ على العكس من الأسماك ذات المخ كبير الحجم والتي جاء فيها رد فعل المناعة الأولية للأسماك ضعيفا بشكل ملحوظ.
ولاختبار المستوى الثاني من المناعة، أعطى الباحثون للأسماك ثلاثة أسابيع لاختبار قدرة الجسم على إنتاج الأجسام المضادة. ولم يختلف رد فعل الأسماك في هذه الحالة أيضا إذ كانت قدرة الأسماك ذات المخ صغير الحجم، على إنتاج الأجسام المضادة، أكبر من الأسماك ذات المخ كبير الحجم.
هل تنطبق نفس النتائج على الإنسان؟
وحتى الآن لم يتوصل الباحثون بدقة للآلية التي تتم بها هذه العملية، إلا أن المشرف على الدراسة يرجح وجود مستقبلات معينة في الجسم تمكن المناعة الأولية للجسم من رصد الأجسام الغريبة والتحرك ضدها على الفور. ونظرا لأن هذه المستقبلات موجودة لدى الإنسان أيضا، فمن غير المستبعد أن تنطبق نفس النتائج على الإنسان أيضا.
الملفت للانتباه أن هذه ليست الدراسة الأولى من نوعها لهذا الفريق البحثي والتي تربط بين حجم المخ ووظائف أخرى في الجسم. فقبل عدة سنوات خلص الفريق البحثي إلى أن الأسماك ذات المخ كبير الحجم، أقل في إنتاج الصغار مقارنة بالأسماك ذات المخ صغير الحجم.
ا.ف/ ع.ج (DW)
الصورة تعبيرية