توأمة بين صفاقس و القدس
بمناسبة زيارته لولاية صفاقس للمشاركة في افتتاح تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 لم يفوت وزير الثقافة الفلسطيني الشاعر و الدكتور ” إيهاب بسيسو ” فرصة الوقوف على بعض مكونات المشهد الثقافي في صفاقس من خلال تأدية عدد من الزيارات لبعض المواقع و المؤسسات الثقافية بالإضافة إلى عقد عدد من اللقاءات مع عدد من الناشطين و المثقفين .
توأمة ثقافية و مشاريع مستقبلية
تم صبيحة الأحد 24 جويلية / يويلو توقيع اتفاقية تجمع بين اللجنة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية لسنة 2016 ومدينة القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية الأمر الذي سيتيح إقامة أسبوع ثقافي مقدسي في الجزء الأخير من فعاليات تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 وذلك خلال شهر مارس 2017 و أسبوع ثقافي تونسي في المقابل تقع إقامته في دولة فلسطين و بموجب هذه الاتفاقية الممضاة سيعمل الطرفان على مزيد ترسيخ العلاقة التاريخية بين البلدين .
تتضمن الإتفاقية بين المدينتين تنظيم أيام ثقافية مشتركة وفعاليات تونسية وفلسطينية وعربية وأكد بسيسو أنّ هذا العام سيكون مميزا على جميع المستويات. ولعلّ أهمّ ما يميزّ هذه الشراكة هي معرض الصور الفوتوغرافية المشترك حيث سيتمقوم مصوّرون وفنّانون فلسطينيّون بتصوير صفاقس بعيون فلسطينية، وبالمقابل سيتحوّل مصوّرون وفنّانون من صفاقس لتصوير فلسطين بعيون صفاقسية، وهو مشروع مشترك يؤثث لمعرض مشترك يقدم الرؤية التي أشار إليها الوزير الفلسطيني والذي قال لنرى صفاقس بعيون مصوّرين فلسطينيين تقديرا للدور الذي تقوم به صفاقس على صعيد الثقافة العربية كعاصمة للثقافة العربية ونرى فلسطين بعيون صفاقسية…” وواصل “نحن نسعى لتعزيز حضور القدس في المشهد الثقافي العربي وقد تمّ في هذا السياق اِستحداث جائزة القدس للثقافة والإبداع وهي تُمنح لجهود الفنانين الذين ساهموا في دعم القضية الفلسطينية والتي نالها هذا العام للفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق..” والجائزة كما أكد وزير الثقافة الفلسطيني “تكرّس الدور المهم جدا الذي تلعبه القدس على صعيد تعزيز العلاقات مع الفضاء الثقافي العربي لذلك والذي نتطلع لمزيد العمل على دعمه وتواصله، وبالتالي نتطلع للمزيد من العمل مع الأشقاء العرب ومع الفضاء الثقافي العربي بهيئاته المختلفة من أجل دعم هوية القدس وثقافته..”
كما أضاف الوزير أنّ “المعرض المشتركة ما هو إلاّ مجرد مقدمة لبرنامج ثري له علاقة أيضا بالنشر، ونحن نهتم أيضا بخلق جسر بين المثقفين في البلدين في النشر والفنون، وهذا العام سوف يشهد عملا وجهدا كبيرين..”
وزير الثقافة الفلسطيني : لن نشفى من حب تونس
أكد الدكتور إيهاب بسيو وزير الثقافة الفلسطيني خلال لقاء بممثّلي وسائل الإعلام في المركز الإعلامي لصفاقس عاصمة الثقافة العربية، أنّ مشروع الشراكة بين صفاقس والقدس هو مشروع يتطلّع من خلاله الجانب الفلسطيني إلى تمتين العلاقة بين القدس وعواصم الثقافة العربية وقال “وتحديدا ونحن نتحدث هذا العام عن صفاقس بكل ما لها من أبعاد وعناصر مهمة في العلاقة بين تونس وفلسطين من جهة والعلاقات العربية عموما..” وحول برنامج الشراكة وأشكال تجسيده قال بسيسو “هذا البرنامج الذي نسعى لتجسيده هو بمثابة الجسر بين الثقافة الفلسطينية والثقافات العربية وهو أيضا ذروة التحدي لسياسات الإحتلال الصهيوني الذي يحاول طمس الهوية الثقافة الفلسطينية في القدس وباقي المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية..” وأكد الوزير الفلسطيني إنّه “من دواعي سرورنا وفخرنا أن تكون صفاقس تجسيدا لهذا الجسر العربي لتكون هذه الإتفاقية نافذة على الثقافة الفلسطنينية والعربية..ّ
وفي سياق متّصل أشار بسيسو إلى أنّ “وجود فلسطين في الوعي الثقافي العربي أمر مهم جدا وهو ضروري وحيوي لتجديد الوعي بالقضية وبالتالي البرامج المشتركة التي يتم الاتفاق عليها هي التي تساعد على هذا الحضور وخاصة من خلال الأجيال الجديدة الذين لهم الكثير من الاسهامات في الإبداع الفلسطيني..” مشيرا إلى هذه اشراكة هي مناسبة لفتح مجالات أوسع لمزيد دعم القضية الفلسطينية ونقل تجربة وإبداعات صفاقس للفضاء العربي من خلال هذه المشاريع المشتركة، لأن القدس بشراكتها مع صفاقس ستجعل هذه الأخيرة حاضرة في فعاليات عربية أخرى حسب قول الوزير الفلسطيني.