ندوة دولية : صفاقس وجهة مينائية في الضفة الجنوبية للمتوسط من البدايات الى نهاية القرن العشرين
شكلت مواضيع علاقة صفاقس بالبحر ودور الموانئ والتاثيرات الخارجية فيها من خلال البوابة البحرية وتطور المعمار والصناعات البحرية في الجهة عبر مختلف الفترات التاريخية من الحقبة البونية الى القرن العشرين ابرز المباحث والمواضيع التي تناولتها الندوة الدولية المنتظمة اليوم الخميس بمدينة صفاقس تحت عنوان « صفاقس مدينة وجهة مينائية من الضفة الجنوبية للمتوسط من البدايات الى نهاية القرن العشرين: تاريخ وتراث ».
تندرج الندوة ضمن فعاليات صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 وقد تميزت بمشاركة نخبة من الاساتذة والباحثين بمراكز البحوث على غرار محمد حسين فنطر وعلي زواري وكراي القسمطيني وعبد الحميد البركاوي من تونس و »اريك رياث » عن المركز الوطني للبحوث العلمية بفرنسا.
وحسب “وات” دعا الاستاذ المتميز بالجامعة التونسية محمد حسين فنطر الى مزيد الاهتمام باللغة العربية التي « صارت مهددة حتى على ألسنة المثقفين والباحثين » بحسب تعبيره ،معربا عن امله في ان تصبح هذه اللغة معتمدة في مختلف الميادين. وثمن فنطر الصورة الايجابية لجامعة صفاقس وتوجهها الناجح في المزاوجة بين العلوم الانسانية والعلوم الصحيحة ، معتبرا ان ذلك يخدم اللغة العربية.
وقال المؤرخ واستاذ التاريخ الحديث علي الزواري ان « مدينة صفاقس محصنة بسورها وبحرها وكانت تلعب دورا كبيرا لفائدة الدولة الاغلبية حيث مثلت حصن دفاع على القيروان العاصمة وواجهة تجارية بحرية لها .وقد عرفت انذاك تطورا ونهضة تجارية لافتة خفتت مع زحف الهلاليين والدولة الموحدية قبل ان تعود الى سالف اشعاعها في عهد الدولة الحسينية ».
وقدم مدير البحث المتميز بالمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية « اريك رياث » مداخلة ابرز فيها اضافة الرائد « هنيك » لمعرفة التقاليد التونسية لصناعة السفن في بداية عهد الحماية الفرنسية في تونس وكان هذا القائد الحربي الفرنسي قاد باخرة « شاكال » التي تولت مهمة الغزو البحري لصفاقس في 28 جوان 1881.
وبين اريك رياث دور صفاقس كقطب تجاري واقتصادي هام في مسار البواخر التجارية وبواخر الصيد التي تجوب موانئ البحر الابيض المتوسط في القرن التاسع عشر كما بينته الدراسة التي انجزها « الرائد هنيك ».
يذكر ان المعركة المشار اليها في تدخل الباحث الفرنسي كانت خلفت وفق عديد المؤرخين ما لا يقل عن 900 شهيد من صفاقس سقطوا عند تصديهم للقوات البحرية الفرنسية.