وفاة الرئيس السابق للنادي البنزرتي احمد القروي
توفي مساء اليوم الرئيس السابق للنادي الرياضي البنزرتي المرحوم السيد احمد القروي بعد صراع مرير مع المرض ،الذي اقعده في ايامه الاخيرة في المنزل لكنه ابدا لم يقعده عن متابعة ناديه الذي احب وترعرع فيه النادي البنزرتي او لقاء محبيه الاوفياء الذين اكرموه احسن تكريم في الايام الماضية من خلال التحلق حوله تقريبا في كل يوم الى جانب السلط الجهوية وغيرهم ممن عرفوه وعاصروه من كل الفئات والاعمار والمواقع والاماكن .
شخصية نادرة
وسِيدْ أحمد القروي،مثلما قال فيه الاعلامي القدير سي الحبيب العربي لم يكن شخصا عاديا بين التاس وخاصة في حبه للسي ا بي،،، فقد أحبّ جمعيته حبّ ما مثله حبّ.. حبّ لحد النخاع.. حبّ فوق العادة.. وحب لا يرى الشمس كما يقول الرومنسيون.. حبّ النادي البنزرتي رضعه أحمد القروي مع حليب أمّه من يوم ان وُلِد ذات 27 ماي 1952 ببنزرت..
كيف لا ووالده المرحوم علي القروي كان شديد التعلق بالجمعية منذ زمن الشح في عدد الأنصار وكان يحمله معه لملعب البصيري ليواكب التمارين وليتفرّج على المباريات أيام حسين الباز وادريس حدّاد ومصنف بن قوته وحمّادي الزرعي وولِي ومسوقر وغيرهم..
عاصر الكبار
ومنذ سن المراهقة والشباب دخل حضيرة الجمعية كعضو فاعل من خلال تحمّله مسؤولية ضمن فرع كرة القدم.. فكان مرافقا للأكابر.. ثم كان رئيسا لفرع كرة القدم.. ثم كان رئيسا للجمعية برُمّتها من 2005 إلى 2009…وعمل أحمد القروي تحت إمْرة وبمشاركة رؤساء أفذاذ كمحمّد وبلحاج وحمّادي البكّوش وسعيد لسود وخالد السعدي وعز الدين القروي وغيرهم كثيرون ممن عمل الى جانبهم
تتويجات عديدة وحب الناس افضلها
كما يُذكَرُ ان للسيد أحمد القروي أثرًا فيما أحرزه النادي البنزرتي من تتويجات..
كأس تونس 1982..
بطولة تونس 1984..
كأس تونس 1987..
ثم كأس الكؤوس الإفريقية يوم السبت 3 ديسمبر 1988.
كل أحداث النادي البنزرتي عاشها أحمد القروي بالقلب والروح والفكر والمال والمجهود.. على حساب الجسد..
حتى أنه لا يتحمّل أي خيبة لفريقه.. كما لا يتحمّل ان يتعرّض فريقه لمظلمة إدارية أو تحكيمية..
وحين يحدث هذا، وأمام حالة الإحباط التي يعيشها، تنهمر دموعه أمام الجميع.. بما جعل كل الملاحظين والقريبين من رياضاتنا يقدّرون حبّه اللامتناهي لجمعيته ويتعاطفون معه في كل مرّة..
صاحب احساس مرهف
آخر حلقة في مسيرته بجمعية النادي البنزرتي كانت كرئيس.. حلقة امتدت على مدى خمسة مواسم.. ثلاثة أولى منها كانت عادية.. وموسمان أخيران كانا عصيبيْن..
بعدها ركن للراحة.. تاركا من ماله الخاص المئات من الملايين..
ولمّا تنكّر له بعضهم في حقّه في ما قدّمه كتسبقة مالية، كما يفعل كل الرؤساء في كل الجمعيات، طالب باسترجاع البعض من مستحقاته فما لقي إلا ما دفعه للجوء للقضاء الذي أنصفه، ولو بعد حين..
رجل بالف رجل في السي ابي
والسيد أحمد القروي، من فرط حبّه اللامحدود للنادي البنزرتي، وما إن دعاه رفيق دربه الأستاذ سعيد لسود للعودة لحضيرة الجمعية هذا الموسم، بغاية تقديم الدعم المالي خاصة بعد أن كان فريق الأكابر يمر بمنعرج كاد يؤدّي به للتدحرج للرابطة الثانية، لم يمانع.. ولم يتردد لحظة واحدة..
فكان حضوره في كل مقابلات الفريق داخل بنزرت وخارجها، برغم حالته الصحية التي لم تكن تسمح له بذلك، ليشجّع اللاعبين والإطار الفني وليساهم في مصاريف مختلفة،حتى اخر جولة من الموسم الخالي وانقاذ السي ابي من النزول للوطني ب
يذكر ان المرحوم سيد أحمد القروي متزوّج من السيدة الفاضلة فاطمة وله من الأبناء أربعة : شامة، 35 سنة.. علي، 33 سنة.. جيهان، 31 سنة.. وبلال، 26 سنة..
رحم الله سيد احمد رحمة واسعة واسكنه ان شاء المولى عز وجل فراديس الجنان ،ورزق اهله وذويه جميل الصبر والسلوان
“انا لله وانا اليه راجعون”
متابعة طارق الجبار