رامي الزواري يروي قصته .. “حكاية أستاذ و دكتور مضروب في راسو بماتراك”
هذه تدوينة قام بنشرها الدكتور رامي الزواري يروي فيها ما حصل له يوم 7 نوفمبر :
أنا المسمى رامي الزواري من مواليد 1989 أصيل ولاية صفاقس بدأت دراستي سنة 1995 بالمدرسة الإبتدائية بساقية الدائر و كنت من التلاميذ النجباء ما نطيحش تحت 17 معدل و ديما بشهائدي وجوائزي. زاولت التعليم الإعدادي بإعدادية ساقية الدائر و كنت أيضا من النجباء و خذيت جوائز, ثم بالمعهد الثانوي الفاضل بن عاشور الذي كان وقتها أقوى حتى من النموذجي و نجحت في الباكالوريا بمعدل 15.05 و توجهت لكلية العلوم بصفاقس. تحصلت سنة 2012 على الشهادة الوطنية في الأجازة الأساسية إختصاص فيزياء و سنة 2014 على ماجستير البحث في فيزياء المادة المكثفة إختصاص نانو-مواد و نانو-هياكل. أكملت مرحلة الدكتوراه في إختصاص الفيزياء النظرية و المحاكاة و البرمجة الرقمية للخواص الفيزيائية للمواد و لي مقالان علميان في مجلات عالمية و مقال لم ينشر بعد. قيدت في كاباس 2017 في أخر يوم من الأجل القانوني و حضرت للQCM في 10 أيام و نجحت و حضرت للكتابي و الشفاهي 5 أيام و نجحت و كنت نستنى في أول شهرية نفرح بيها والديا اللي تعبو عليا و كبروني و صرفو عليا باش صرت في المستوى العلمي هذا. لكن ما راعني إلا أنوا بعد 13 سنة تعليم إبتدائي و ثانوي و 10 سنين تعليم عالي, الوزارة تحب ترجعني طالب ماجستير مهني و تسرقلي فرحتي و فرحة والديا. خضت مع الزملاء الناجحين 10 وقفتت إحتجاجية آخرها كانت في القصبة يوم 7 نوفمبر اللعين تحت عنوان يوم الزحف. حبينا نقابلوا يوسف الشاهد لكن تبين أنوا أصحاب المساحات الكبرى اللي يحب يقننلهم إحتكار البطاطا و رئيسة مالطا تلك الدولة المجهرية اللي ما تبانش في الخريطة أهم من الأساتذة و الدكاترة نخبة الشعب. قررنا التوجه للحاجز الأمني رافعين أيدينا و ما راعنا إلا صوت طقطقة الصواعق الكهربائية و وميضها الأزرق بأيدي وحدات التأهب الذين كانوا متأهبين لمجزرة مع سبق الإصرار و الترصد. تم الإعتداء علينا بالصواعق الكهربائية و الغاز المشل للحركة و الماتراك الذي كن نسمع جليا صوت “الخبط” على جنوب و أيدي و أرجل الأساتذة مخطلطا مع صوت طقطقة الصواعق الكهربائية و رائحة الغاز المشل. كنا نصيح بأعلى أصواتنا “لا خوف لا رعب السلطة بيد الشعب” حين باغتتني ضربة على مؤخرة رئسي بماتراك من عون يلبس نظارات شمسية و أبى إلا أن يستذكر أيام أمجاده النوفمبرية هو و أيتام المخلوع في يوم سيء الذكر. لم تطح بي الضربة و واصلت الهتاف ملئ حنجرتي حتى سال دمي و تلطخت ميدعتي البيضاء رمز هويتي كأستاذ. حملني الزملاء إلى المستشفى أين تم رتق جرحي 4 رتق و عدت للقصبة لمساندة زملائي. في العشية توجهنا بمسيرة حاشدة من القصبة مرورا بباب منارة – باب جديد – باب دزيرة – بارشلونا وصولا لشارع الحبيب بورقيبة الذي زلزلناه بهتافاتنا :
نظام كلاه السوس … نظام كلاه السوس
هاذي ماهيش دولة … هاذي ضيعة محروس
نعم يا سادة هذه ضيعة محروس التي يحكمها الحمير و يهان فيها المتعلم و يضطهد فيها الجاهل كفاءات الشعب و نخبته. أقول لهلائك الحمير و العلوج مقولة شاعرنا الفذ أبا القاسم حين قال :
يا أيها الســادر فــي غَيِّـهِ! *** يا واقفًـا فـوق حُطـام الجِبـاهْ!
مهلاً! ففـي أنّـاتِ مَـن دُسـتَهمْ *** صـوتٌ رهيـبٌ سوف يدوي صداه
حتما سيدوي ذلك الصوت عاجلا لا آجلا. تلك الأنات و الآهات في صدور الناس لا يسمعها من كان في برجه العاجي و لكن يسمعها بكل بساطة من كان من هذا الشعب. كل ذلك الخراب و الدمار الذي خلفتموه أيها الساسة أصبح حطبا جافا ينتظر من يوقده فتأهبوا لتحصدوا ما زرعتم.