متى يدرك “الصفاقسية” أن محرك التنمية لن يعمل إلا بوحدتهم
مشاكل صفاقس واضحة و كل متساكني صفاقس و الناشطين في المجتمع المدني يعرفونها و يدركون الحلول الكفيلة بإصلاحها. و لكن الاختلاف بينهم هو الطريقة التي يمكن بها اقناع السلطات المركزية بالإصلاح.
فهناك منهم من يريد التصعيد و التصادم المباشر (باعتبار أنه حق وجب أخذه مهما كان الثمن) و هناك من يريد المطالبة بالحقوق بطريقة لينة و بمراحل (خوذ و طالب) و ذلك لإيمانهم بأنها الطريقة الوحيدة التي تخول لنا أخذ حقوقنا التنموية (في ضل وجود سلطة مركزية آخر همها تلبية مطالب أهالي صفاقس).
أعتقد أن الرابح الأكبر من الاختلافات الحاصلة بين مكونات المجتمع المدني هو المركز و من يمثله في صفاقس. فعدم وجود كلمة موحدة و صوت واحد موحد لمختلف الشخصيات و الجمعيات في موضوع معين، يضع المركز و خاصة كل من لا يريد الخير لصفاقس، في موضع قوة أمام أصوات غير متناغمة و متناحرة.
الشيء الايجابي هو أن جميع أطياف المجتمع المدني (أتحدث عن الذين ليس لهم أجندات سياسية بعيدة عن مصالح صفاقس) همهم الوحيد هو التقدم بصفاقس و الرقي بجودة الحياة بها، لكن المشكل يكمن في أن السلطة المركزية تبحث دائما عن تأجيج الاختلاف بين الناشطين الصفاقسية في المجتمع المدني لا لإضعاف صوتهم و بالتالي لإضعاف مقدرتهم على التأثير للإصلاح و التغير نحو الإيجابي.
لذا وجب على كل مكونات المجتمع المدني تدعيم أي مشروع يقوم باقتراحه أيا كان منهم، حتى و لو كان لا تستجيب لقناعاتهم الشخصية بصفة كاملة، ما دام هدفها السعي لا نجاز شيء ايجابي لصفاقس.
محمد سحنون / خبير محاسب / ناشط في المجتمع المدني