القراء يكتبون : ازدحام النصب و التماثيل في مفترقات صفاقس

صفاقس : تدشين مجسم الزعيم الراحل المناضل النقابي "فرحات حشاد"
صفاقس : تدشين مجسم الزعيم الراحل المناضل النقابي “فرحات حشاد”

ذلك قدرنا حتى يُقبل علينا السادس من ماي القادم ان صحّ هذا الموعد للانتخابات البلدية، فنيابة بلدية صفاقس الخصوصية أصابتها حمّى نصْب النّصُب في المفترقات الدائرية ولا نرى أنّها عائدة عن غيّها حتى صرنا نحتسب ما تبقى من مفترقات خاوية من التماثيل فنتخيّر ممّا بقي من المشاهير والشهداء في هذه المدينة المحافظة الحالمة بالمحولات والمترو و الشاطئ و المناطق الخضراء و دور السينما ودور المسرح و المسابح والملاعب والسبورة الالكترونية وما أدراك ما السبورة.

صرنا شغوفين بتاريخ المدينة والبلاد فأعددنا قوائم لمشاهير المدينة في التاريخ المعاصر و أيام الحركة الوطنية و المعارضين والشهداء والقدماء و السلاطين والأمراء. لم ننس الناصر الموحدي صاحب الناصرية و الشيخ الفرياني وسيدي على الكراي و سيدي اللخمي وسيدي مسعود الغربي و سيدي علي النوري و سيدي منصور، أما المقاومة فلا يمكن أن ننسى الحاج محمد كمون ومحمد معتوق و سيدي علي بن خليفة و الهادي شاكر وفرحات حشاد و الحبيب عاشور و علي بن سالم البكري وأحمد شطورو و الحبيب المعزون و محمد علولو. و تمتد القائمة الى عديد المناضلين المعارضين الذين اشتهروا بعد الاستقلال كالمرحوم محمد الشرفي و شهيد ثورة الخبز احميد حريز و شهيد الثورة عمر الحداد و شهيد الأمة العربية والاسلامية المهندس القسامي محمد الزواري. أمّا مشاهير الفن والرياضة و الأدب فهم كثر وأخصّ بالذكر الفنان الخالد محمد الجموسي و المرحوم محمد على عقيد و المرحوم الشاعر الحبيب القلال.

هذا بعض من موروث المدينة ولنا أيضا شراكة في مشاهير الوطن من الحركة الوطنية و ما قبلها وما بعدها كالثائر الفذ علي بن غذاهم و خير الدين و الشهيدين محمد الدغباجي و مصباح جربوع و شيخ الحركة الوطنية عبد العزيز الثعالبي و غيرهم من مشاهير وطننا الحبيب وشهداء الثورة محمد البوعزيزي و حاتم بالطاهر و شكري بلعيد و محمد البراهمي و شهداء الوردانين و شهداء الحرس الوطني و الأمن الرئاسي و شهداء جيشنا الباسل في حربه ضد “جرابيع” الإرهاب المتحصنين بالجبال.

فهل تتسع مفترقات صفاقس لكل هذا الكم من العظام وغيرهم ممن تراني زهدت عن ذكرهم. المهمة إذا أضحت شبه مستحيلة و اختيار شخصيات التماثيل و النصب باتت جد هامة و لا تستقيم الا باختيار لجنة من أهل المدينة من المفكرين و السياسيين و رجال التربية و الفنانين و ناشطي المجتمع المدني يعهد لها الاختيار و اقامة مناظرة الأفكار حتى تكون الأعمال الفنية المقدمة ذات حرفية عالية و لا تبخس المشاهير هيبتهم كنصب حشاد الذي جاء محالفا للصورة المنحوتة في ذهن شباب المدينة و شيوخها. ثم تكوّن لجنة فنية تهتم بالهبات المالية ومساهمات أهل المدينة فيعلمها الناس وتسجل في دفاتر البنوك فنصيب من الشفافية الجزء الوفير و يصير تجميل المدينة شغل كافة أهلها يسهرون على حسن تزويقها و الاهتمام بمظهرها العام.

مثل هذا التوافق على تركيز النصب التذكارية المختارة في المفترقات وغيرها من ساحات المدينة يجعلها تعمّر لقرون كما يحدث في كبريات المدن العالمية أما تركيزها لغايات و قلعها لغايات أخرى لا يزيد الناس إلا تشرذما و تقسيما و حنقا و سخطا لا يقدم بالمدينة ولا بجماليتها في شيء. ينتظر نيابتنا الخصوصية عديد الأعمال المستعجلة لاتمام دورها على أحسن وجه قبل الانتخاب لا سيّما حالة عديد الثنايا و الطرقات الدائرية و صيانة السور و الرصيف المغتصب و الانتصاب الفوضوي في البلاد العربي و عدد من شوارع صفاقس الجديدة التي تزدحم فيها الحركة و هي لازالت غير مبلطة ولكنّها تحتوي على عساس.

بقلم : أبو مــــازن

قد يعجبك ايضا