صداع الصوم .. الأسباب والوقاية
كشفت دراسات كثيرة أن معدلات الإصابة بالصداع في شهر رمضان ترتفع إلى 60% وتتفاوت في حدتها نتيجة لعوامل مختلفة مثل نقص السكر في الدم والتوقف المفاجئ عن شرب القهوة والتدخين وتغير في أنماط النوم والتغير الكلي في النظام الغذائي. ويعرّف الأطباء “صداع رمضان” بأنه ذو طبيعة نابضة وحادة، خفيف أو متوسط الشدة وتزداد آلامه بطول مدة الصيام وغالبا يتركز في مقدمة الرأس في الجهتين. ويصاحب الصداع عندما يكون شديدا الغثيان أو الاستفراغ ويشعر المريض بخمول وكسل وإعياء عام.
ويعاني الصائم من آلام الصداع أثناء الظهيرة وقبل الإفطار، ويستمر بين الساعة والساعتين، وأحياناً لا يزول إلا بتناول وجبة الإفطار. ويصيب صداع رمضان الأشخاص المعرضين بشكل اعتيادي لآلام الرأس، إلا انه يصيب أيضا أشخاصا قلما يخبرون هذه التجربة خارج أيام الصيام.
ويرى الأطباء أن السبب الأكثر شيوعا لحدوث الصداع في رمضان هو نقص الكافيين وغالبا ما يكون بسبب استهلاك كمية كبيرة من الكافيين خلال الأسابيع التي تسبق رمضان.
لهذا فإن شرب كوب من القهوة فقط قبل بدء الصوم لليوم الأول قد تمنع حدوث الصداع، او يفضل الأطباء التقليل من هذه المشروبات المنبهة والكافيين قبل الدخول في الصوم بمدة تقدر بيومين على الأقل واستبدالها بشاي الأعشاب والشاي الأخضر.
ومن أكثر واشهر الأسباب التي تؤدي لحدوث الصداع لكثير من الناس هو انخفاض نسبة السكر في الدم. وأول أعراض انخفاض مستوى السكر في الدم هو الشعور بالصداع، وتؤدي زيادة حدة انخفاضه إلى الشحوب والارتعاش والعصبية والتعرق، إلى جانب الشعور بالضعف وسرعة ضربات القلب والشعور الشديد بالجوع وعدم التركيز والتعب، وإهمال هذه الأعراض يؤدي إلى فقدان الوعي والتشنجات والغيبوبة، وتزداد عند الصائمين من مرضى السكري، الذين لا ينتظمون في تناول جرعات الأدوية والأنسولين، واتباع الحمية مع الطبيب المعالج.
ويؤدي تناول الشخص وجبة ذات محتوى عال من السكر قبل أن يبدأ صيام يوم واحد إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم يتبعه انخفاض سريع قد تؤدي إلى الصداع. ويوصي الأطباء بتناول وجبة ذات محتوى سكري منخفض قبل الصوم لمنع ظهور الصداع أثناء النهار.
ويعد الجفاف سببا من أسباب الصداع فلا بد من شرب كمية كافية من السوائل (الحساء والماء والعصائر) قبل بداية الصيام في السحور ووقت الإفطار والتي تساعد في منع الصداع وبعض الآثار الأخرى مثل الإغماء. وتجعل هذه الآلام ممارسة العادات اليومية شيئا في غاية الصعوبة لدى الكثير من الصائمين لا سيما الذين تعودوا على تناول كميات من الكافيين او النيكوتين في الساعات الاولى من الصباح.
وينصح الأطباء للتخلص من آلام الرأس قبل البدء بالصيام بالتقليل من شرب المشروبات المنبهة التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي واستبدالها بنوع آخر من المشروبات المهدئة للأعصاب.
وبالنسبة للمدخنين عليهم التقليل من شرب السجائر طوال الشهر الكريم حيث إن تناولها بشراهة بعد الإفطار يؤدي إلى شعور شديد بالصداع في نهار رمضان لنقص كمية النيكوتين في الدم.
ويعتبر السحور من أهم طرق تجنب الإصابة بالصداع، وذلك من خلال جعل السحور الوجبة الرئيسية، حيث إنها الوجبة التي تمد الجسم بالطاقة خلال اليوم التالي، ويجب اختيار الأطعمة بطيئة الهضم كالسكريات المعقدة والحبوب والخضراوات والفواكه والبقول، والابتعاد عن تناول السكريات البسيطة والحلويات وشرب المنبهات فيها.
وتناول الإفطار على صورة ثلاث وجبات صغيرة، وذلك من خلال التعجيل بالبدء بتناول الإفطار بالتمر والماء، واحتساء الشربة بعد صلاة المغرب، وبعد ساعتين يفضل تناول الطبق الرئيسي بكميات معقولة، حيث إن ذلك من شأنه أن ينظم تدفق الدم المحمل بالغذاء إلى الدماغ ليمده بكل ما يحتاجه على فترات منتظمة وبالتالي تجنب الإصابة بالصداع.
ويوصي الاطباء بتنظيم النوم خلال شهر رمضان، فقلة النوم تسبب الصداع، وفي حال كان الصائم يعاني صداعاً نصفياً لا بد أن ينظم جرعات الأدوية مع الطبيب المعالج، وكذلك نفس الأمر مع مرضى الضغط والأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة. ولا بد من علاج المشكلات الصحية المتعلقة بالأسنان والفم لتفادي الإصابة بالصداع، فمن المعروف أن آلام الفم والأسنان من أكثر الآلام التي تسبب الصداع الشديد.
وعلى الصائم شرب من ستة إلى ثمانية أكواب من الماء والسوائل خلال ساعات الإفطار وحتى السحور، وذلك لضمان تزويد الدماغ بالأملاح اللازمة لتجنب الشعور بالصداع.
وينصح المختصون بعدم التعرض لأشعة الشمس مباشرة، مع ضرورة ارتداء قبعة ونظارة شمسية عند الخروج في الهواء الطلق، لأن أشعة الشمس من الممكن أن تعزز آلام الصداع، وتجنب كل ما يعرض الى الضغط العصبي والنفسي في رمضان، والحرص على تناول كميات كافية من فيتامين ب12 الذي يساعد على التخلص من نوبات الصداع.