الانتخابات البلدية: هذه ابرز انتظارات اهالي بلدية طينة
تخوض بلدية طينة التي تعُدّ 43542 ساكنا وتقع على الساحل الجنوبي لمدينة صفاقس الاستحقاق الانتخابي البلدي ليوم 6 ماي بجملة من الطموحات والهواجس لدى سكّانها من أبرزها مقاومة التلوث البحري الذي يعيق مسيرتها التنموية والمحافظة على المدينة الأثرية القديمة والمنطقة الرطبة (الملاحة) والحد من أزمة البطالة في الأحياء الشعبية فضلا عن تحسين الخدمات والمرافق الجماعية ونوعية الحياة لعموم المواطنين.
وتمتدّ هذه البلدية التي أنشأت سنة 2001 على مساحة 55 كيلومترا مربعا موزعة بين عمادتي طينة وسيدي عبيد ، ومن خصائصها أنها تمثل متنفسا جغرافيا وطبيعيا لمدينة صفاقس التي شهدت السنوات الماضية انفجارا ديموغرافيا كبيرا ، فضلا عن توفيرها لمساحات كبرى احتضنت النسيج الصناعي المتطور ومساهمتها الهامة في المنظومة التنموية الجهوية والوطنية.
وتساهم طينة بما لا يقل عن 40 بالمائة من المنتوج الوطني للملح كما تعدّ 52 مؤسسة تشغّل قرابة 4436 من اليد العاملة و8 مؤسسات مصدّرة كليا تشغّل 1586 عاملا.
وعلى الرغم من هذه المؤشرات الاقتصادية الهامة تعاني طينة من التدنّي الواضح في مؤشرات جودة الحياة والمرافق الأساسية والاندماج الاجتماعي والاقتصادي حيث ترتفع نسب التهميش والبطالة والعنف والجريمة وكذلك الاحتجاجات على غرار تلك التي ما انفكت تعرفها الأحياء المتاخمة لمصنع السّياب على خلفية المطالبة بالتشغيل صلبه ومقاومة التلوث المنجر عن أنشطته.
ويرى عدد من المتساكنين في طينة أن ما ينتظر المجلس البلدي القادم من جهود وبرامج تلبي طلباتهم وتستجيب لمشاغلهم ليست بالهينة أو البسيطة، ومن ضمنهم محمد الهرابي الذي يعتبر أن مقاومة التلوث البحري الذي أفسد كيلومترات من الشواطئ وقضى على أحلام المنطقة في تطوير أي نشاط سياحي ليست الرهان الوحيد الذي ينتظر المجلس البلدي فوضع الأحياء الشعبية مثل حي بن سعيدة وحي الخضراء والتوتة والبدراني وحي المعزّ وحي النصر وحي ابن الجزار من حيث ضعف مستوى النظافة وجودة الحياة والخدمات المختلفة وغياب وسائل الترفيه، يتطلّب من الجلس رؤية واضحة وعملا دؤوبا لتغيير الوضع وإصلاحه.
وقد شدد هذا المواطن وهو من سكان “زنقة بلبول” على تردّي نوعية الحياة في ظلّ وجود مدجنة أفسدت على السكان حياتهم بسبب الرواح المنبعثة منها دون استجابة من السلطة لإيجاد حلّ جذري لهذا المشكل بحسب تصريحه.
من جهتها عبّرت ألفة حوري من سكان “زنقة بوقشة” عن امتعاض المواطنين من ظاهرة الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب معربة عن أملها في أن يتوصل المجلس البلدي المنتخب إلى حل هذه المعضلة بالضغط على مصالح الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه وغيرها من هياكل الدولة المعنية.
ويؤكّد المدير الجهوي لوكالة التهذيب والتجديد العمراني في ولاية صفاقس الطاهر العيساوي أن التوسع العشوائي للأحياء الشعبية بمنطقة طينة وغياب التخطيط العمراني المسبق هما سبب تراكم المصاعب وتداخلها وهو ما حاولت الوكالة الحدّ منه بالتدخل في عدد من الأحياء بالتعبيد والترصيف والتطهير والتنوير وخاصة في أحياء “بن سعيدة” و”العقاربة” و”الرياض” خلال الفترة بين 2014 و2018 باعتمادات ناهزت 20 مليون دينار، حسب قوله.
وذكر أنّ عددا آخر من الأحياء لا يزال على قائمة الانتظار مثل حي النصر وغيره من الأحياء الزاحفة نتيجة التوسع العمراني العشوائي وحركة النزوح المتواصلة بحثا عن التشغيل.
من جهته يعتبر رئيس منتدى العمل والتنمية بصفاقس “بيت الخبرة” الدكتور عبد الجليل قدورة أن من المفارقات التي تعيشها طينة هو كونها تعدّ من أفقر المناطق رغم الإمكانيات الطبيعية والاقتصادية وذلك بسبب التلوث وغياب التخطيط العمراني والرؤية الاستراتيجية للتنمية فيها.
ويؤكد قدورة أن المنتزه الحضري يمكن أن يتحوّل إلى منتزه ترفيهي عصري لكامل الجهة وحتى للمناطق المجاورة نظرا لما يتوفّر به من مقوّمات حيث يمتد على مساحة كبرى تصل إلى 50 هكتارا على مشارف البحر وعلى تخوم منطقة أثرية ومنطقة رطبة تؤمها الطيور المهاجرة، وهي خصائص تشكّل جميعها مسلكا سياحيا واعدا لا ينقصه إلا التثمين، وفق تقديره.
ودعا إلى ضرورة أن ينصب اهتمام المجلس البلدي القادم على إزالة التلوث البحري من كامل الساحل الجنوبي بما فيها معمل السّياب ممّا يسمح بإحداث دائرة مدخّرات عقارية توفّر حلولا لتطوير أنشطة تنموية بديلة صديقة للبيئة وإحداث تقسيم عقاري يضع حدا لحركة التعمير العشوائي وما ينجر عنه من إشكاليات اجتماعية حادة.
ويذكر أن عدد المرسّمين بالسجلّ الانتخابي في طينة المنتمية إلى الدّائرة الانتخابية صفاقس 2، يبلغ 17392 ناخبا سيختارون 24 عضوا في المجلس البلدي من ضمن 6 قائمات 3 منها حزبية( حركة النهضة- حركة نداء تونس- حركة مشروع تونس)، وقائمتان مستقلّتان (طينة للأمام- فبحيث تحيا طينة) وقائمة ائتلافية(الجبهة الشعبية)
وات