عرض شيوخ سلاطين الطرب بالمسرح الصيفي سيدي منصور, سهرة الفن الراقي والطرب الأصيل
كان الموعد ليلة البارحة مع سهرة طربية بإمتياز لمجموعة شيوخ سلاطين الطرب السورية في إطار فعاليات مهرجان صفاقس الدولي في دورته الأربعين .
سهرة مميزة راوحت بين القدود الحلبية والدبكة الشامية ،وصلات غنائية وموشحات عربية عريقة مفعة بالعشق الصوفي والحب والسلام ،رسمت البسمة والبهجة والسرور على وجوه الحاضرين الذين تسلطنوا بالأداء الباهر لأعضاء المجموعة الطربية السورية حيث التاريخ والعراقة الحلبية .
وصلات موسيقية كانت بمثابة بهجة وسحر الغوص في أعماق البحار حيث المناظر الجميلة الخلاقة بأداء رائع يعكس مكانة الأغنية العربية وخصوصا تراثها الذي يزخر بالمقاطع الموسيقية الراقية وذات البعد التاريخي والحضاري العريق .
لون موسيقى لازال يفرض نفسه وله جمهوره رغم فرض أنماط موسيقية أخرى على الذائقة العربية التي أثبتت في مثل هذه المناسبات تشبثها بتراثها الموسيقي لما يبعث ذلك في نفوس المستمعين من إيقاظ للذاكرة العربية ،ما يبين مدى إرتباط فئة واسعة من الجماهير التونسية بهذا اللون الموسيقى الذي يمس وجدان المستمع ليعيش لحظات من النشوة والمتعة الموسيقية الامتناهية ..
أكثر من الساعتين بين الغناء الجماعي والفردي والرقص الإستعراضي بأنماط موسيقية مختلفة “قل للمليحة في الخمار الأسود ، ابعثلي جواب ، فوق النخل ، قدك المياس ،.. وغيرها ” من مقاطع الفن العربي الأصيل ، وصلات موسيقية نالت إستحسان الحاضرين الذين تفاعلوا معها .
فرغم جراح سوريا تمكنت الفرقة من نفض الغبار ولو لساعات على مآسي شعب يعيش بين دكتاتورية السلطة وآلتها القمعية وبين جماعات ارهابية ومعارضة غير مسؤولة تهدد بلاد الشام بالتفكك والفوضى والخراب والذهاب للمجهول …
أمير السعداوي