قرية حبانة: منطقة أثرية على مشارف صفاقس في طور الاندثار
حبانة اسم معروف في صفاقس نال شهرته من طريق فرعية سميت بثنية حبانة وهي تفرع من طريق سيدي منصور على مستوى كم 4. وقد سميت بهذا الاسم لأنه يربط صفاقس بمنطقة قديمة تسمى قرية حبانة وهنشير حبانة. فأين تقع حبانة؟ ولأي فترة تعود؟
تقع حبانة خلف قرية سيدي منصور غربا على بعد 10 كم من وسط مدينة صفاقس وهي منطقة شاسعة مغروسة زيتونا عرفت قديما بهنشير حبانة. وبحسب تسميتها نرجح أنها في الأصل قرية رومانية بما أن التسمية تنتهي ب” آنة” مثل جبنيانة وبليانة الخ… أما الزائر لهذه المنطقة فيكتشف آثارا لبناءات قديمة مهدمة وأساسات مهملة بعضها مردوم بالتراب قد تكون آثارا رومانية أو تعود لفترة العصر الوسيط. كما نرجح أن تكون حبانة في علاقة وثيقة مع قرية قزل (حاليا سيدي منصور) ومع مرفئ هنشير الشقاف القريب وطبعا مع مدينة صفاقس. لا نعلم متى خربت القرية وهجرها سكانها قد يكون مع الهجرة الهلالية أو في نهاية الفترة الحفصية مثل أغلب القرى المندثرة بجهة صفاقس. وتبرز صور القمر الاصطناعي أن المجال الجغرافي لحبانة شاسع تظهر به أساسات وبقايا بناءات قديمة.
وما يمكن أن ننوه إليه أن هذه المنطقة الثرية بالتاريخ لم تلق حظها بالبحث والتنقيب فتركت مهجورة مدفونة تتناقص بالزحف العمراني من جهة ومن جهة أخرى تندثر يوما بعد يوم بعمليات التخريب والهدم المتواصل لمعالمها المتبقية. بل يمكننا أن نطلق صيحة فزع للمسؤولين جهويا ووطنيا وللمعهد الوطني للتراث بأن عمليات التخريب والتحفير بلغت مستويات قياسية في حبانة. ففي زيارة للمنطقة من سنة 2016 كان يتسنى للرائي أن يشاهد بضع أساسات ترتفع لمتر ومتر ونصف فوق الأرض إلا أنها للأسف اندثرت في وقتنا الحالي. فإلى متى سيتواصل هذا التدمير المتواصل لتراث الجهة والبلاد وإلى متى تبقى صفاقس منسية حتى في آثارها. قد يكون ما تبقى من معالم في باطن الأرض الأمل الأخير لمنطقة تاريخية توجد على مشارف صفاقس، تنتظر من سيكشفها وتنقذها من النسيان والاندثار.
_____________________________________________________
د. وليد العش. موقع تاريخ صفاقس
كتاب تاريخ صفاقس القديم من تفرورة القرطاجية إلى اسفاقس الأغلبية. بتصرف