القراء يكتبون : أحلامنا بسيطة وتنبع من حبّ صفاقس
هناك العديد من الذين يتألّمون للوضع الذي بلغته مدينة صفاقس خلال العقود الأخيرة من الزمن نتيجة تهميشها من السلطة وهجرة بعض متساكينها الى العاصمة وعدم قدرة السلط الجهوية على اتّخاذ القرارات المصيرية التي تستحقّها المدينة.
أغلب الناس أصبحت تدرك أنّ المطالبة والرغبة في إنقاذ هذه المدينة لم يعد له آذانا صاغية ….أغلب الناس سئمت الوعود الزائفة….. أغلب الناس لم يعد لديها أدنى ثقة في الدولة …أغلب الناس اختاروا البقاء على الربوة ومتابعة ما يدور حولهم .
اذن ماذا بقي ؟ مجموعة قليلة لازالت تقاوم صباحا مساءا من أجل هذه المدينة وأعتقد أنّ جلّ هؤلاء الشريحة عرضة للضغط الدموي والسكري جرّاء حماسهم وغيرتهم الشديدة من أجل إنقاذ ما تبقّى من معالم ومميّزات الجهة ..من أجل أن يشاهدوا مدينة بلا تلوّث هوائي بلا اختناق مروري ولا اختناق عمراني بلا انتصاب وبناء عشوائي بلا اعتداء على معالم المدينة التاريخية و المحافظة عليها بشدّة من كل الجرائم التي تنخر مظهرها العمراني من أجل بعض المآوي بلا عمارات حديثة منتصبة ومتاجر ومطاعم ومقاهي وتنتشر بينها مجموعات من المتسكّعين وعصابات الحراسة التي تبتزّ في أصحاب السيّارات علنا ..بلا انجازات تقوم بها البلدية دون مراعاة خصوصيات المدينة والإجماع على احترام كلّ الأعمال مواصفات الطابع العمراني لشكل المدينة ..
أنّه حلم بسيط يراود هؤلاء الأشخاص لم نطالب بأن تصبح صفاقس دبي أو سنغافورة لا نرغب في مشاريع ضخمة على غرار مشروع تبرورة ..لانريد مجموعة من الفنادق والمركّبات السياحية لا نريد مهرجاتات كبرى والمدينة تفتقر لأبسط مقوّمات هذا المجال بدون مسارح بدون قاعات سينما بدون قاعة عروض واحدة كبرى قادرة على استيعاب الحفلات الكبرى … أنّ واقع المدينة اليوم يفرض أولويات قصوى تعود بالنفع على الجميع أبرزها البيئة ونظافة المدينة بشكل مستديم معالجة الاكتظاظ المروري اصلاح الطرقات وإنارتها بشكل جيّد الإسراع في انجاز المترو مقاومة الانتصاب والبناء الفوضوي المنتشر بكافة أرجاء المدينة نرغب في مساحات كبرى مفتوحة على الشاطئ دون بناءات تكون متنفّسا لما تشهده المدينة من اختناق يزداد من سنة لأخرى .
بقلم محمد الحمامي