بعرض مميز : أمير الطرب صابر الرباعي يختتم فعاليات مهرجان صفاقس الدولي في دورته الأربعين
أسدل الستار على فعاليات الدورة الأربعيين لمهرجان صفاقس الدولي بحفل للفنان صابر الرباعي وسط تفاعل الجماهير التي حضرت بأعداد غفيرة ، بعد أن توافدت على المسرح الصيفي سيدي منصور حتى امتلئ بالكامل بل فاق طاقة إستعابه “أكثر من عشرة آلاف متفرج ” لتحتل سهرة الاختتام الصدارة من ناحية عدد الجماهير الحاضرة رغم تسجيل أربعة عروض أمام شبابيك مغلقة في دورة تعتبر الأنجح جماهيرا وتنظيميا مقارنة بالسنوات الأخيرة .
الآن سأتحدث عن صابر الرباعي الفنان ابن صفاقس بعيدا عن كل التجاذبات ومواقفه في مختلف المجالات … ،صابر الذي ترعرع وعاش طفولته وسط عائلة عريقة متواضعة ،هنا بطريق السلطنية حيث كرم الناس وبساطة العيش ورباطة الجأش والمثابرة والعمل والكد من أجل الوصول إلى أعلى المراتب ، صابر هو الابن البار لولاية لازالت تنتظر منه الكثير بعد أن سطع نجمه في تونس والعالم العربي .
أمير الطرب صعد على الركح مخاطبا الالاف من الحاضرين وسط عشاقه ومحبيه “هذا المهرجان كبر بيكم انتوما حتى أصبح يخوف ” كلمات سبقت كل كلمات مجموعة من الأغاني المتنوعة التي أعدها للسهرة ، “repertoire “جمع بين الكوكتال التونسي والحضرة الصفاقسية فضلا على مجموعة من أغانيه المعروفة ، “اتحدى العالم ، ببساطة ، عزة نفسي ، برشة برشة يا مدلل ، صيد الريم ، سيدي منصور .. وغيرها من الأغاني ،قائمة من الأغاني اعتبرها عدد من النقاد بأنه تم تكرارها في مختلف حفلاته السابقة إلا أن الجماهير تفاعلت معها وسط أجواء مميزة من الرقص والبهجة والسرور مايدل على مدى استحسانهم وحبهم لهذه الباقة من الأعمال التي لا زالت محافظة على خصوصيتها ولا يمكن تجاهلها ونسيانها .
أكثر من ساعتين وأمير الطرب يتفنن في أدائه بحركاته المعهودة بكثير من الإحساس والرقي ، يراقص الأغنية كامرأة جميلة بين أحضان حبيبها بعد حنين وشوق فوصال بعد طول إنتظار ،ليرسم لوحة موسيقية فنية ذهبت بكل الحاضرين إلى عالم آمن ملؤه الحب والفرح والجمال ويضرب موعدا مع التألق والابداع .
كل ما حل الفنان صابر الرباعي بصفاقس في مختلف المناسبات الا وحقق سلسلة من النجاحات وحضي بالترحيب والثناء من قبل عشاقه أمر يضعه أمام مسؤولية كبيرة تجاه جهته التي أعطته الشيء الكثير وتأخر في رد الجميل إلى أهاليها ،خاصة في علاقة بما تواجهه صفاقس من استحقاقات هامة تخص التنمية الجهوية والمحلية ومعالجة المشاكل البيئية فضلا على دعم الرياضة والثقافة بالجهة .
فهل يقطع صابر مع حب الذات والاصطفاف وراء المواضيع الخاطئة ويلتفت إلى مشاغل البلاد !؟
امير السعداوي