بقلم حاتم الكسيبي : سيّارة رئيس البلدية .. لماذا اليوم بالذات؟
لم أستغرب الحملة الإعلامية على رئاسة بلدية صفاقس بل قد يَصُحّ أنّها جاءت متأخرة لما لوحظ من أزمات أثيرت في باقي البلديات التي “ازرورقت”. لست أهوى الدفاع عن أصحاب النفوذ ولكن أهوى أن لا يأخذني الانطباع والعاطفة أي مأخذ وفي إعلامنا أصحاب صولات وجولات في هذا المضمار.
لمّا تحدّث بوغلاب في الموضوع أدركت أنّ الأمر لم يكن مجرد ملاحظات أثارها المجتمع المدني الذي يملك حقّ السؤال و على المجلس البلدي تقديم الإجابة الضافية بل يدخل في متاهات السياسة و غاياتها المستقبلية لاسيّما وأنّ المواطن البسيط يقاد من محطة انتخابية إلى أخرى فيثبت من ثبت وينحدر من انحدر.
لعلّ السؤال الذي يطرح أولّ الأمر إن كان اقتناء السيارة الموعودة خارج نطاق القوانين المعمول بها و دون موافقة المجلس البلدي الذي انتخب منذ أشهر و سابقة في تاريخ البلديات أم هي مجرّد أمر روتيني لتعويض سيارة عمرها فاق العشرين سنة وصارت عبئا تقنيا على المصالح البلدية. هنا أذكّر بسيارة سهام بن سدرين التي نالت البلاتوات والأقلام منها ساعة شرائها وأطلب المتابع للموضوع أن ينظر إلى سيّارات رؤساء الإدارات المركزية و الجهوية و سيّارات السّادة الولاّة. لعلّه إذن قد بات ضروريا مراجعة قوانيننا و مدى ملائمتها للدستور الجديد حتى ينتقص الأسطول الهائل من السيارات الإدارية بنوعيْها و تنخفض مأموريات الخارج التي لا يجلب منها شيئا غير علب الشكلاطة.
المثير في الأمر أيضا أن المصادقة على اقتناء السيارة قد حسمت منذ ما يزيد الشهرين بعد موافقة المجلس البلدي و أنّ إثارتها اليوم يأتي تباعا لاعتراض بلدية صفاقس على أشغال المقسم 23 أ وعلى عدد من الرخص الكوارث التي أسندت في العهدة السابقة. صفاقس تحتاج لتفاعل أكبر مع البرامج التي قدّمت للناخبين ومحاسبة المستشارين البلديين ودفعهم إلى تنفيذ وعودهم حتى يطيب العيش في هذه المدينة المحرومة منذ عقود لاسيّما مصالحتها مع البحر و الأزمة البيئية و الاختناق المروري.
القراء يكتبون : حاتم الكسيبي