القراء يكتبون : الانتخابات البلدية .. صفاقس في حاجة لأشخاص غيورين ولا لأحزاب
مع تثبيت موعد الانتخابات البلدية القادمة بدأت الأحزاب تحزم حقائبها وترتّب شؤونها وطبعا ستكون مدينة صفاقس الوجهة المفضّلة لدى كلّ هؤلاء الأحزاب لتمرير برنامجهم الانتخابي باعتبار أنّ مدينة صفاقس غالبا ما تؤمّن حضورا جماهيريا كبيرا خلال الحملات الانتخابية وهو ما يجعل هذه الأحزاب تظهر بصورة الأبطال لكسب السباق وتعوّل كثيرا على الانطلاق في هذه الحملة ويبقى الضحية في الأخير ذلك المواطن البسيط والساذج الذي لم يدرك بعد أنّ مثل هذه الوعود التي تطلقها تلك الأحزاب في حملاتهم الدعائية ليست سوى خدعة ومجموعة من الأكاذيب والأوهام غايتها كسب الأصوات وليس لها أذنى علاقة بما يشغل المواطن بمدينة صفاقس في حياته اليومية ويكفي للقول أنّ في معركتنا مع السلطة حول غلق السياب اكتفت هؤلاء الأحزاب بنشر بيانات من باب المجاملة تدعو فيها مساندتها لأهالي صفاقس …..
علينا أن ندرك جميعا اليوم أنّ الإهمال والتهميش الذي طال مدينة صفاقس على امتداد عقود من الزمن لا يزال متواصلا …علينا أن ندرك أنّ الأحزاب السياسية سوف تعتمد على تعيين قوائم في الانتخابات خدمة لأجنداتها السياسية وليس لخدمة مدينة صفاقس …فلا خير لمن تقدّمه الأحزاب وترشّحهم لادراة البلديات وليست لهم رغبة حقيقية ويدركون روح المسؤولية التّي بانتظارهم من أجل الإقلاع بالعمل البلدي بمدينة صفاقس والاقتراب من شواغل المواطنين والعمل ليلا نهارا بدون كلل أو ملل من أجل مدينتهم ولا خير في تعيين أعضاء من أجل البروتوكول والتمثيل والحضور في الاجتماعات في حين أنّ العديد من الملفّات المتراكمة بسائر المجالات يستدعي فتحها بكلّ جرأة وشفافية واتّخاذ فرارات مصيرية لكسب ثقة المواطنين وجعلهم شركاء في هذا العمل الذي يخصّ مناطقهم السكنية وحياتهم اليومية .
لقد حان الوقت لوجود مجموعة متطوّعة وقادرة على استرجاع هبة هذا الهيكل بكلّ جرأة ومصداقية بعيدا عن الاكتفاء بالبقاء خلف المكاتب ومسايرة الوضع البلدي بثاني أكبر مدينة بعيون شبه مغمضة وهنا يكفي لاعطاء مثلا دقيقا في أهمّية العمل البلدي عندما رفضت روما الجديدة فيرجينا راجي بشدّة دعم ملف ترشيح العاصمة الايطالية لاستضافة دورةالألعاب الاولمبية الصيفية سنة 2024.
وعزت السبب الى أن السكان ينتظرون قبل كل شيء حلّ مشاكل النقل والبيئة والنظافة في مدينتهم رغم أنّ اللجنة الاولمبية الايطالية أكدت أن تنظيم الالعاب في 2024 لن يكلف سكان المدينة سنتيماً واحداً، لقد أخذت القرار بالرغم من صغر سنّها وحداثتها في هذا المنصب ودافعت عن موقفها المستمدّ من واقع المدينة فإرادتها خدمة المتساكنين وتذليل معاناتهم ورغبتها أن تحققّ أهدافها بعيدا عن الأضواء .
انّ ما يشغل المواطن في حياته اليومية وما يرغب في رؤيته وسط مدينته أحلام بسيطة لكن يمكن تحقيقها فقط ان كانت هناك رغبة وإرادة وشجاعة في أخذ القرارات ولو كانت مؤلمة للبعض .
محمد الحمامي