القراء يكتبون : الكورنيش.. اسم دون مسمّى
تناقلت المواقع الاجتماعية هذه الأيام صورة بشعة لشط القراقنة أو ما يسمّيه البعض “كورنيشا” على غرار ما يوجد بعدد من المدن الساحلية. الصورة تنقل واقعا نشاهده كل يوم منذ عقود من الزمن لكنّ توثيق الواقع بالصورة والصوت يزيد ألما و يجيّش غضبا دفينا على مدينة ضيّعتها السنون وظلمها أهلها المسؤولون.
لن ألوم الماضي وقد رحل دون رجعة فشط القراقنة قد ابتلع من قبل أناسا و سيارات لهشاشة حواجزه أو انعدامها في بعض الفترات. لن ألوم الماضي الذي جعله محاطا بأنهج ضيقة ذوات اتجاه واحد ثم ركّز على جانبيها رصيفا ازرقا لينتشر حوله عصابات العسّة. هذا المسمى كورنيشا يفتقد لأبسط امكانات الرفاهة و الترفيه وجلب الزائرين و يشهد أيضا رتابة الخدمات المقدمة حوله و يشكو من نقص فادح في النظافة ولعل الصورة أكبر دليل على ذلك.
ولكنّنا في أول طريق الحاضر حيث ينتصب مجلس بلدي منتخب و موقر ولنا أن ننبّهه بهذه المساحة الحيّة و المنتصبة في قلب المدينة . نذكّره بأنّ الكورنيش المزعوم هو الاطلالة الوحيدة لمدينة ساحلية محرومة من مشاهدة البحر مباشرة. نذكّره أيضا أنّ أهل المدينة محرومون من السباحة في كورنيشهم المزعوم فلا نحرمهم هبّة نسيم عليل و استنشاق هواء المتوسط. على مجلسنا البلدي الموقّر الاعتناء بنظافة المكان و تخصيص فريق عمل وصيانة لمثل هذا الأثر و الارث البحري. وعليه أيضا توفير مناطق ترتادها العائلات و تتسع لآلاف المواطنين وتنتزع ما يشوب المكان من تلوث بيئي وأخلاقي فيقصده المتضجرون من حياة الأحياء والعمارات وينعمون بالساحل والبحر.
لما لا يخصص مجلسنا الموقّر مسابقة أفكار لتزويقه و حسن استثماره و تنظيم رحلات استطلاع بحرية تحاذي الشاطئ وتكشف البحر لأهل المدينة : سيدي منصور – ناظور طينة – عين فلات – مشروع تبرورة . أكيد أن لأهل المدينة أفكار عديدة لحسن استغلال هذا “المعلم” البحري و أكيد أيضا أنّ إرادة المجلس البلدي هي الكفيلة بتحقيق أحلام أهل المدينة لأنّهم افتقدوا الأمل من المشاريع المركزية ولذلك هبّوا لنصرة الحكم المحلي و تثبيت الفصل السابع من الدستور الجديد.
الاستاذ حاتم الكسيبي