صفاقس عاصمة “الصحة الرقمية” : إنجاز مشروع “تسجيل نبض قلب الجنين عن بعد” في قسم الولادات بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر
تم اليوم السبت خلال ورشة عمل انتظمت بقسم الولادات بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس الكشف عن أولى نتائج مشروع تحسين جودة الخدمات الصحية بهذا القسم وتوظيف التقنيات الرقمية المتطورة في العناية بالمرأة الحامل وجنينها وبلورة خطة للتصرف الرشيد في الإمكانيات البشرية واللوجستية لهذا القسم الذي يعد الأكبر في كامل الجنوب التونسي وتستفيد من خدماته 11 ولاية.
وتتمثل هذه النتائج التي تعد ثمرة سنتين كاملتين من الجهود والبحوث التطبيقية المشتركة بين قسم الولادات ومركز البحث في الرقميات بصفاقس ووحدة البحث في اللوجيستيك والتصرف الصناعي والجودة “لوجيك” بمعهد التصرف الصناعي بالجهة، في ثلاثة إنجازات كبرى تتعلق بتسجيل نبض قلب الجنين عن بعد، ومشروع للتنسيق الطبي عن بعد ووضع نظام تصرف يساعد على أخذ القرار الطبي السليم ويرفع من مستوى النجاعة للمؤسسة الاستشفائية.
واعتبر رئيس قسم الولادات بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر قيس شعبان أن “من مكاسب التعاون الثلاثي مع مركز البحث في الرقميات ووحدة البحث “لوجيك”، هو التوصل إلى تفعيل الانفتاح على الاختصاصات والكفاءات التكنولوجية في مجال المعلوماتية والنظم الاتصالية الحديثة بما يحقق رغبة الإطارات الطبية في معالجة الضغط الكبير الذي يعرفه قسم الولادات بالمستشفى وتحسين مؤشرات الجودة والنجاعة والثقة فيه”.
ويؤمن هذا القسم الذي يصل عدد العاملين فيه إلى 180 عاملا بين إطارات طبية وشبه طبية وعملة من مختلف الأصناف، ما لا يقل عن 17 ألف حالة إيواء استشفائي بين ولادات وحالات مرضية لفائدة النساء، كما يؤمن 11 ألف ولادة و7500 عملية جراحية في السنة.
وأشار الدكتور قيس شعبان إلى أهمية هذا التعاون الثلاثي الذي سيتواصل في الفترة القادمة “بما يساعد على وضع منظومة اتصالية شاملة تمكن من ربح الوقت في معالجة مختلف الوضعيات (ولادة وعلاج أمراض) وتوظيف أحسن للمقدرات البشرية واللوجستية المحدودة وتكريس حق المريض ومرافقيه وكل الأطراف المعنية بقبوله وإسداء الخدمات له بالمعلومة الصحية الدقيقة وفق الضوابط الأخلاقية والمهنية المطلوبة”.
وأفاد المدير العام للمستشفى منذر العابد من جهته أن مشروع الشراكة مع مركز البحث في الرقميات ووحدة البحث “لوجيك” “متواصل ويشمل أقسام أخرى على غرار قسم القلب والشرايين وقسم جراحة الأعصاب”، واضاف ان هذا المشروع “يندرج ضمن رؤية إصلاحية شاملة للمستشفى وللنهوض بجودة خدماته”، واكد أن هذه المؤسسة الاستشفائية “تسعى إلى الحصول على شهادة الاعتماد في المجال الصحي في غضون السنوات الأربع القادمة”.
وشدد مدير عام مركز البحث في الرقميات بصفاقس محمد جليل من جهته على أهمية الشراكة المنجزة بالنسبة لمختلف الأطراف، وبين أن “مركز البحث في الرقميات اختار ‘الصحة الرقمية’، محورا استراتيجيا يشتغل عليه حاليا بهدف تحويل جهة صفاقس إلى وجهة صحية ويضعها على خارطة المدن المتطورة والمشعة دوليا على المستوى الصحي”.
ودعا الأطباء والمؤسسات الاستشفائية عموما إلى الاستفادة من الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي والتطبيقات التكنولوجية الحديثة في مجالات المعلوماتية وقاعدات البيانات وتوظيفها لخدمة صحة الفرد وجعل الصحة من روافد الاقتصاد المتطور.
محمد سامي الكشو / وات / مكتب صفاقس