محمد الفريخة صاحب شركة “سيفاكس ايرلاينز” يرد على الاتهامات ويضع النقاط على الحروف
تعرضت خلال السنوات الأخيرة الي حملة تشويه وثلب رهيبة استخدمت فيها كل الاساليب ..وقد خيرت طوال هذه الفترة ان يكون ردي بالعمل في صمت وان ابتعد على مستنقع السجالات والحروب الكلامية لان هذا كله لا ينفع البلاد والعباد ، لكن اليوم اردت ان اوضح بعض أمور الماضي حتى نبني المستقبل …
منذ أيام الطفولة وأيام الدراسة في المعهد كان لي مثل كل الأطفال الكثير من الأحلام التي اطمح لها عند الكبر لكن أبرزها كان حلمان يعرفهما أصدقائي في الدراسة جيدا ، الحلم الأول هو تأسيس شركة تكنولوجيا كبيرة في تونس والحلم الثاني هو ان أقوم بتأسيس شركة طيران تونسية…ولتحقيق هاذين الحلمين اجتهدت كثيرا في الدراسة ونجحت في البكالوريا بأحسن معدل وطني في شعبة الرياضيات والعلوم التجريبية ونجحت بتميز من اكبر المدارس في أوروبا ومن ثم عدت لتونس لأواصل مشواري في بلادي على الرغم من الفرصة الكبيرة التي كانت متوفرة لي للعمل خارج تونس .
وسنة 1994 قمت بتأسيس شركة “تلنات” بإمكانيات ذاتية دون الحصول على قروض من الدولة وتسلحت ان والفريق الذي رافقني بالطموح والمثابرة ، وبسرعة نجحت شركة “تلنات” في كسب ثقة شركات أوروبية كبيرة بسبب كفاءة مهندسيها وتميزهم وتحولت في وقت قصير الى واحدة من أهم الشركات التكنولوجيا في تونس ..شركة تصدر خدمات الذكاء وتجلب الى تونس العملة الصعبة وتتعامل مع اكبر الشركات الأوروبية والجميع يعرف جيدا المستوى العالي الذي وصلات له تلنات… .
بعد الثورة وفي الوقت الذي توقف فيه الاستثمار في تونس وتحول عدد هام من المشاريع الاستثمارية إلى خارج بلادنا ، قررت ان أحقق الحلم الثاني وهو تأسيس شركة الطياران بالرغم من الوضع العام في البلاد كان سيء ومرتبك ، كنت اعرف منذ البداية ان بعث مشروع شركة طياران في تونس في ظرف مضطرب لا يمكن ان يوفر مرابيح مالية لكني أردت ان أساهم في بعث رسالة امل بسيطة ، وليعلم الجميع اني أسست شركة سيفاكس بتمويل ذاتي 100 بالمئة ولم احصل على اي تمويل من الدولة التونسية كما ينشر في الإشاعات والمغالطات ولم اطلب اي قرض بالرغم من ان اغلب المشاريع تطلب خلال تأسيسها قروضا من البنوك وهذا أمر طبيعي ( من مهام البنوك تمويل الاستثمار) .
ومنذ تأسيسها سعينا إلى ان تكون “سيفاكس” شركة طياران كبيرة تقدم خدمات محترمة وتحرم حرفاءها وقمنا ببعث عديد الخطوط البعيدة على الرغم من كلفتها الباهظة مثل بعث أول خط جوي مباشر بين تونس وكندا ..
لكن ومنذ سنة 2014 بدات الشركة تتعرض لصعوبات كبيرة، شيء منها بسبب الوضع الصعب في البلاد وشيء منها بسبب التعطيل وشيء منها بسبب الإشاعات، وفي 2015 تضاعفت هذه الصعوبات بشكل كبير بسبب الضربات الارهابية التي استهدفت بلادنا والتراجع الكبير لعدد المسافرين مما تسبب يوميا في خسائر فادحة وفي جويلة 2015 اضطررنا لتعليق نشاط الشركة حتى نوقف نزيف الخسائر وننقذ الشركة من الإفلاس ونعيد هيكلتها ، القرار كان صعبا جدا غير اننا كنا نتوقع ان تعليق النشاط سيدوم فترة قصيرة، لكن بسبب طول الإجراءات الإدارية وبسبب طول الإجراءات القضائية تعطلت العودة لعدة سنوات وهذا ناسف له…
الأن وبعد حل الإشكاليات القضائية، نحن نعمل باجتهاد على اعادة نشاط الشركة في الاسابيع القليلة القادمة وقد انضم للفريق إطارات كبرى في مجال الطياران المدني مثل السيد محمد حمدي مدير عام الشركة الجديد، ولإعادة نشاط الشركة نحن نعتمد بالأساس على إمكانياتنا الذاتية ولم نطلب اي قرض من الدولة ونشكر شركة ‘Air Nostrum’ الاسبانية التي وثقت فينا وقدمت لنا يد المساعدة وقررت ان تدخل معنا في شراكة إستراتيجية ونشكر أيضا ديوان الطياران المدني الفرنسي الذي قدم لنا التسهيلات.
اعود للرد على بعد ما نشر بهتانا حول شخصي، البعض يقول اني أسست شركة سيفاكس من أموال الشعب وهذا غير صحيح فقد أسست الشركة بتمويل ذاتي ولم احصل على اي قرض وحتى في اعادة نشاط الشركة نحن نعول بالاساس على امكانياتنا الذاتية .. هناك من يقول اني تهربت من من تسديد الالتزامات المالية المتخلدة بحق الشركة خلال السنوات الصعبة وهذا غير صحيح ايضا، فأحسن طريقة للتهرب هي إعلان الإفلاس وإغلاق الشركة، لكن نحن نسعى لاستئناف نشاط الشركة وهذا يعني اننا نلتزم بكل تعهداتنا…وبعد عودة الشركة للنشاط بشكل رسمي سنفي بالتزاماتنا تجاه الحرفاء والموظفين والعامل والمؤسسات الأخرى التي تعاملنا معها وفق برنامج واضح وتحت إشراف متصرف قضائي.
نعم للشركة بعض الديون المتخلدة بحقها في الفترة الصعبة لكن هذه الديون ليست بالحجم الذي يسوق له وهي لا تقارن بديون شركات اخرى .. شركة سيفاكس من اقل الشركات التي لها ديون …وفي هذا الاطار نؤكد ان الشركة وبعد عودتها للنشاط بشكل رسمي ستفي تدريجيا بجميع التزماتها المالية للحرفاء والموظفين والمؤسسات التي تعاملنا معها..
في الختام أريد ان اشدد على أمرين هامين :
- الحياة ليست سهلة فيها نجاحات وفيها صعوبات ولكن مهما كانت الصعوبات والعراقيل يجب ان نتشبث بالحلم ولا نستسلم الى قوى التدمير والجر للوراء .
- كل مؤسسة تونسية سواء كانت عمومية او خاصة هي ملك للشعب التونسي ومهما كانت اختلافاتنا مع باعثها ، يجب ان لا نقحم هذا في هذا لان إفشال اي مؤسسة او مشروع تونسي سواء كان عام او خاص هو إفشال لتونس، والجميع يعلم ان الدول لا تتقدم الا بمؤسساتها العمومية القوية ومؤسساتها الخاصة الناجحة.
وفي الختام ربي يهدي الجميع ويحمي تونس.
عن الصفحة الرسمية لمحمد الفريخة على شبكة الفسبوك