تسرب نفطي بالسواحل الجنوبية لصفاقس يزيد المخاوف من احتمال تدهور المنظومة البحرية
خلفت حادثة تسرب نفطي جدت مؤخرا في السواحل الجنوبية لمدينة صفاقس حالة من القلق في أوساط النشطاء البيئين و البحارة، في حادثة وصفها هؤلاء بأنها ” كارثة بيئية”.
تنبعث من ضفاف هذه السواحل، روائح كريهة بعد أن تدفق اليها تسرب من المواد البترولية عبر محطة تطهير لمعالجة المياه المستعملة تنتصب بمحاذاة هذه السواحل، التي كانت لزمن غير بعيد قطبا للاصطياف والأنشطة البحري. وينتشر على امتداد قناة تصل المحطة بالبحر، نبات القصب وقد علقت به رواسب بترولية وملوثات من سائل المرجين”، ما دفع الطيور الى الاحتماء في أحواض مائية اعدت لانتاج الملح .
ما لا يقل عن المائة عاملة تنشط في جمع المحار سيجدن أنفسهن عرضة للبطالة جراء التسرب النفطي في السواحل ، وفق ما كشف عنه نائب رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف، محمد شلا قو.
وأضاف شلاقو في تصريح لـ(وات)، ” ان رصد حالة التسرب تم من قبل البحارة والمجتمع المدني وسط عدم يقظة السلطات، مشيرا الى أن البحارة اكتشفوا منذ 20 فيفري الجاري أن التلوث صادر عن قناة تابعة لمحطة التطهير. وتابع قوله ” لا يمكن انتاج المحار في ظل انتشار الملوثات على كامل السواحل، مبرزا، أن الانتاج يبقى رهين سلامة المنظومة البحرية.
وأكد، أن التلوث قد أدى الى انخفاض الانتاج في الصيد البحري الذي يوفر حاليا ما لايقل عن 70 الف موطن شغل بالجهة، معبرا، عن خوفه من تدهور الثروة السمكية في ظل انقراض أو ندرة بعض الأنواع من الأسماك مثل “الشلبوط والغزال”. من جانبه، دعا الحبيب الدلنسي رئيس جمعية أحباء الطيور، الى ابعاد محطة معالجة مياه التطهيرعن السواحل الجنوبية، متوقعا، أن تتخذ وزارة البئية اجراءات لمعالجة آثار التلوث العالق بالسواحل.
وتستقطب محمية طينة الواقعة على ضفاف السواحل الجنوبية بصفاقس ، ما يزيد عن 86 نوعا من الطيور وهي واحدة من بين أهم المحميات الطبيعية في البلاد، وفق الدلنسي. من جانبه، أكد رئيس النادي البحري، نجيب غربال، ان تدفق التسرب النفطي عبر شبكات ديوان التطهير يفاقم أزمة التلوث البحري.
وللاشارة، فان العشرات من الجمعيات البئيية في صفاقس تناضل من أجل اغلاق نشاط المجمع الكيميائي وذلك في اطار تنسيقية البيئة والتنمية. واعتبر عضو التنسيقية نجيب غربال، أن استمرار نشاط المجمع يقف عقبة رئيسية أمام تحقيق التنمية في الضفة الجنوبية لسواحل المدينة. ووصف الناشط الجمعياتي، محطة التطهير بأنها محطة “تلوث بامتياز”، مؤكدا، انقراض بعض أنواع الطيور البحرية من المحمية جراء تدهور المنظومة البحرية في المحمية.
وتستقطب السواحل الجنوبية بصفاقس حسب نفس المتحدث، سنويا ما يزيد عن ال26 الف طائر في موسم الشتاء، لكن أعداد هذه الطيور انخفضت ب 30 بالمائة خلال السنوات الأخيرة.
تقرير وات