جزيرة قرقنة : بين ثروة سمكية عالية الجودة و نقائص وصعوبات بالجملة يشهدها قطاع الصيد البحري
يعتبر الصيد البحري المصدر الأساسي للإسترزاق بجزيرة قرقنة ،حيث يبلغ عدد المشتغلين في هذا القطاع قرابة 4 آلاف صياد ،وتتميز جزيرة قرقنة بثروة سمكية عالية الجودة كما تتميز بطريقة تقليدية في الصيد تعرف بالصيد بالشرافي ،وهي طريقة ناجعة للمحافظة على الثروة البحرية وصيد أسماك ذات جودة عالية .
إلا أن هذا القطاع لا يخلو من المشاكل والصعوبات منذ سنوات بسبب تفشي ظاهرة الصيد ” بالكيس” الذي يندرج ضمن الصيد العشوائي الغير قانوني والذي يسهم في إستنزاف الثروات البحرية ،فضلا على التلوث المستمر للبحر من التسربات البترولية “أنابيب الشركات البترولية” في أعماق البحر مما ينجر عنه موت الأسماك بالاضافة إلى غلاء معدات ومستلزمات الصيد ، ما يشكل في كل مرة حالة من الإستياء والغضب في صفوف البحارة وحرفيي نجارة السفن مطالبين الدولة بتنظيم القطاع وتوفير الرخص للبحارة من أجل الكسب ودعم الإنتاجية وتحسينها خصوصا وأن جل الذين يمارسون مهنة الصيد البحري بقرقنة هم من حاملي الشهائد العليا الذين لم يحتويهم سوى البحر هروبا من الواقع الإجتماعي الصعب وعدم الركون للبطالة والخصاصة .
وفي عدة مناسبات حمل الإتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بقرقنة الدولة مسؤولية ما آلت إليه أوضاع قطاع الصيد البحري بالجزيرة مطالبا إياها بالتسريع في تفعيل القرارات التي تم الإتفاق عليها في جلسات سابقة بمشاركة جميع الأطراف المتدخلة ،أهمها توفير 50 بالمائة منح للبحارة وتوفير 100 عون شرطة بحرية لتأمين الثروة البحرية من الصيد العشوائي فضلا على المزيد من الحملات التحسيسية والإرشاد للبحارة ومراجعة قانون عدم إسناد الرخص إليهم .
رغم كل المشاكل التي تعترض البحار في قرقنة إلا أن علاقة أهالي الجزيرة بالبحر والصيد علاقة متجذرة ورثها الأبناء عن الآباء بعد أن ترعرعوا من أيادي ما كسب الأجداد من خيرات البحر ليأتي دورهم ليغرسوا ما سيجنيه أبناؤهم وهكذا هي الحياة وثقافة الجزر …
أمير السعداوي.