قضية المصوّر الصحفي عبد الرزّاق الزرقي: شقيقه يروي تفاصيل جديدة
قال شقيق المصور الصحفي عبد الرزاق الزرقي الذي توفي يوم الاثنين الفارط، في حادثة مازالت تحوم حولها الشكوك، إنه تبين له، بعد إعادة النظر في كل ما حصل واسترجاع ما عاشه مع أخيه في اليوم السابق لوفاته ثم مشاهدة مقطع الفيديو الذي وثق الدقائق الأخيرة التي سبقت عملية إشتعال النار في جسده، أنه وقع الغدر بشقيقه.
وأوضح البحري الزرقي في تصريح لصحيفة الصباح الصادرة اليوم الجمعة 28 ديسمبر 2018، أنه ليلة الحادثة تناول العشاء مع شقيقه الراحل وسهرا معا إلى الرابعة فجرا، وكان طبيعيا جدّا ولم يحدّثه بالمرة عن فكرة الانتحار، بل حتى انه أبدى سعادته بكونه سيسافر قريبا إلى فرنسا للعمل هناك، وبالتالي لم يكن يعاني م حالة يأس أو غضب أو توتّر قد تدفع إلى التفكير في الانتحار.
واضاف أن عائلتهم ليست فقيرة بل هي متوسطة الحال ولا تشكو من أية ظروف مادية صعبة، نافيا ما تردد حول نشوب خلاف بين شقيقه الراحل ووالي الجهة أو تعرّضه للعنف والاعتداء من طرف أعوان الأمن قبل يوم من وفاته.
ورجح ذات المتحدث، بالاعتماد التي المعطيات التي ذكرها، أن عصابة من أصدقاء المصور الصحفي الراحل عبد الرزاق الزرقي حرّضته على إعداد “سيناريو” محاولة الانتحار للتهديد به فقط من أجل “تحريك” الشارع بالقصرين وللفت الأنظار إلى معاناة أهلها وخاصة شبابها العاطل، واستغلت طيبته وحبّه للجهة وأقنعته بالاكتفاء بسكب البنزين على جسده والتهديد بحرق نفسه، بعد ان سجلت له مقطع فيديو في الغرض من اجل تمرير الرسالة إلى الرأي العام.
وتابع قائلا: “لكنهم غدروا به وقسموا أنفسهم إلى مجموعتين، واحدة تتولى تصوير الواقعة والثانية تتظاهر بإقناعه بعدم حرق نفسه، وفي الأثناء يتسلل أحد من ورائه ويشعل النار بولاعة حتى يكون المشهد متكاملا من اجل تأجيج الاحتجاجات وإشعال القصرين”.
هذا وأكد شقيق الفقيد أنه يعرف أفراد العصابة التي غرّرت بأخيه وحرّضته وغدرت به واحدا واحدا، والتقى باثنين منهم في المستشفى، وقد امدّ الأمن بأسمائهم، مشيرا إلى أنه نظرا لسرية الابحاث لا يستطيع ذكر مزيد من التفاصيل.
يُذكر ان المصوّر الصحفي عبد الرزاق الزرقي توفي ظهر الاثنين 24 ديسمبر الجاري متأثرا بحروقه البليغة جراء إضرام النار في جسده في حادثة ما زالت ترافقها شكوك كثيرة حول ما إذا كانت انتحارا أو جريمة قتل عمد، خاصة بعد إلقاء القبض على أحد المشتبه في تورطه في القضية وإحالته على الإدارة الفرعية للقضايا الاجرامية للشرطة العدلية بالقرجاني ومواصلة التحقيق معه منذ يوم الثلاثاء، على أن تنتهي تلك التحقيقات اليوم وتسليم الملف لقاضي التحقيق المتعهد بالقضية وبالتالي إصدار القرارات اللازمة سواء تطلب الأمر إيداع المضنون فيه السجن أو الافراج أو الإذن بمواصلة تعميق الأبحاث، وفق ما أفاد به الناطق الرسمي للمحكمة الابتدائية بالقصرين أشرف اليوسفي.