مجلة Nature Genetics تنشر دراسة للدكتور “حمدي مبارك” حول كيفية تأثير كل من جينات الأم والطفل على وزنه عند الولادة
نشرت مؤخراً مجلة Nature Genetics دراسة للعالم التونسي وإبن صفاقس الدكتور حمدي مبارك حول كيفية تأثير كل من جينات الأم والطفل على وزن الطفل عند الولادة، مبيناً الارتباط بين الشفرة الجينية والوزن عند الولادة ، حيث أن ثلثي هذه الإرتباطات يتم تحديدها لأول مرة. تأتي هذه الدراسة نتيجة لتعاون دولي على نطاق واسع، بقيادة جامعات إكستر وكوينزلاند وأكسفورد وكامبردج.
لقد علم العلماء منذ فترة طويلة أن الأطفال الذين يكون حجمهم صغيراً عند الولادة أكثر عرضة لمخاطر مضاعفات الولادة، ويميلون أيضًا إلى أن يكونوا أكثر عرضة إلى ارتفاع ضغط الدم في مرحلة البلوغ من الأطفال متوسطي الوزن عند الولادة.
لفهم العلاقات بين الوزن عند الولادة والمخاطر على الصحة، من الضروري فهم تأثير وعلاقة كل من العوامل الوراثية والعوامل البيئية. ولكن حتى الآن، كانت هذه المعلومات غير واضحة. تلقي هذه الدراسة الضوء على هذا المجال من خلال السماح للعلماء بفصل تأثيرات جينات الأم على الوزن عند الولادة عن تأثير جينات الطفل لأول مرة.
ويقول الدكتور حمدي مبارك أن الدراسة بحثت في المعلومات الوراثية المستمدة من 230،069 أم، مع وزن طفل واحد عند الولادة لكل منهن، بالإضافة إلى المعلومات الوراثية وأوزان المواليد المستمدة من 321،223 شخصًا من بيوبنك المملكة المتحدة واتحاد علم جينات العمر المبكر.
يرث الطفل نصف جيناته من والدته والنصف الآخر من والده، ويلعب التكوين الجيني للطفل دورًا في وزنه عند الولادة. تكشف الدراسة عن التوازن المعقد لكيفية تأثير جينات الأم وجينات الطفل على نمو الطفل.
وخلص الباحثون إلى أن الآثار المباشرة لجينات الطفل ساهمت مساهمة كبيرة في وزنه عند الولادة. ومع ذلك، فإن حوالي ربع الآثار الوراثية التي تم تحديدها كانت من جينات الأم التي لم تنتقل إلى الطفل. بدلاً من ذلك أثرت هذه العوامل على نمو الطفل من خلال التأثير على العوامل في بيئة الطفل أثناء الحمل، مثل كمية الجلوكوز المتوفرة.
كما قال الدكتور حمدي مبارك، الأستاذ المساعد بجامعة فيو في أمستردام، والذي شارك في هذه الدراسة: “بفضل هذا التعاون البحثي الدولي الواسع النطاق ، هذه هي المرة الأولى التي ننجح فيها حقًا في فهم آثار كل من جينات الأم والطفل على وزن الطفل والذي هو مؤشر صحي مهم. إنه لمن المفيد بشكل خاص معرفة التأثيرات الوراثية الخاصة بالأمهات على البيئة داخل الرحم لأنها تعطينا أدلة على العوامل المسببة، إن الفهم الأفضل للأسباب يمكن أن يساعدنا على ضمان أن يولد الأطفال بوزن صحي. “
قال الدكتور نيكول وارينجتون من جامعة كوينزلاند والمؤلف الأول المشترك في الدراسة: “إن الطرق التي طورناها لفك الارتباط بين الآثار الوراثية للأم والطفل لها إمكانية حقيقية ليس فقط لإخبارنا عن تأثيرات بيئة الرحم على نمو الطفل ولكن أيضا حول الآثار المحتملة لتلك البيئة على الحياة اللاحقة للطفل. على سبيل المثال، إن الأطفال الأصغر حجماً هم أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم عند البلوغ، إن عملنا هذا يوضح أن ذلك يعود إلى تأثيرات وراثية، ولم نعثر على دليل على أن بيئة الرحم يمكن أن ترفع ضغط الدم في مرحلة لاحقة من العمر “.
شارك في الدراسة أكثر من 200 باحث دولي من 20 دولة أعضاء في اتحاد علم وراثة النمو في المرحلة المبكرة، وتم دعم هذا العمل من قبل أكثر من 120 ممولًا للأبحاث.