لماذا اختار الشعب التونسي قيس سعيّد رئيسا له ؟
افرزت نتائج سبر الآراء ليلة البارحة فوز الأستاذ قيس سعيّد بالانتخابات الرئاسية في مدتها النيابية القادمة من 2019 الى 2024.
قيس سعيّد أستاذ القانون الدستوري كان من بين الوجوه التي لحِظها التونسيون في عديد المنابر الاعلامية بعد ثورة 14 جانفي 2011 ، اذ نجح في أن يبرز شخصيته المختلفة عن بقية الوجوه السياسية في تلك الفترة.
سعيّد الذي صعد من مدارج الجامعة إلى سدة الحكم، تصدر إسمه في الفترة الأخيرة إهتمام الشارع التونسي، بعد أن أعلن اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية.
انتخاب قيس سعيّد حسب قراءات عديدة جاء ردة فعل عقابية من القواعد الشعبية على أداء كل من شارك في الحكم في مرحلة ما بعد الثورة, فقد استطاع أن يسحب البساط بقوة من الأحزاب السياسية الصاعدة للحكم عقب الثورة، بما فيها حركة النهضة أكبر حزب منظم، معولا على مجموعة من الشباب الذين اشتغل معهم في شقة صغيرة خلال حملته الانتخابية، وعلى سيارة قديمة جاب بها البلاد.
كسبه ثقة الناخبين جاء من صورته المرتبطة لديهم بوفائه للثورة ونزعته المحافظة الرافضة للمساواة بالميراث والرافضة لإلغاء عقوبة الإعدام وعقوبة المثلية الجنسية، فضلا عن عزمه على تكريس الحكم المحلي بتعديل الدستور وإشراك المواطنين في صنع القرار عبر الاستفتاء.
ما يميّز صعود قيس لقصر قرطاج هو نجاحه في تعبئة فئة الشباب التي كانت عازفة عن الانتخابات، وتعتبرها “مجرد مسرحية” لإعادة إنتاج منظومة الحكم نفسها ورفضه تقديم وعود زائفة، على عكس الأحزاب الحاكمة والمعارضة التي فشلت في تحسين الوضع، ولم تجدد خطابها السياسي بما يتناسب مع مطالب التونسيين.