التطوع من أجل تونس .. بقلم وليد سحنون
عاشت تونس هذه الأيام على وقع الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2019 وسمعنا إنتقادات لاذعة من المترشحين على آداء من سبقهم في الحكم, كما عبر هؤلاء عن محبتهم لتونس وشعبهم, ولكننا لم نسمع ضمن الحلول المقترحة كلمة “التطوع من أجل تونس”
التطوع الذي مفاده أن تعمل بدون أن تنتظر جزاء ولا شكورا إلا من الله جل وعلى.
لعل العبرة من هذه الانتخابات تتمثّل في معاقبة السياسيين الذين وإن حقّقوا التنمية السياسية في تونس لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق التنمية الاقتصادية والإجتماعية و ظل بعضهم يعارض بطريقة غير بناءة.
أصبحت تونس مرتعا للبطالة والتداين والتضخم المالي ولعل العبرة تتمثل في الضرورة الملحة لمقاومة الفقر و التوزيع العادل للثروات ولإرجاع قيمة العمل, بما في ذلك العمل التطوعي.
نعم لاحظنا سابقا أنه بمجرد غلق ملف الانتخابات يتهافت الناس وفي مقدمتهم السياسيون على الترفيع في مرتباتهم ابتداء من رئيس الدولة وأعضاء مجلس النواب و الوزراء وغيرهم والحال أنهم من الأفضل أن يكونوا قدوة في التضحية من أجل تونس كما سبق أن وعدوا الشعب بذلك.
نعم الحل يكمن في العمل وفي العمل التطوعي لمقاومة الفقر والتفاوت الطبقي والجهوي والفساد بمختلف أنواعه وفي مقدمة المطالبين بذلك هم المنتخبون والطبقة الحاكمة الجديدة وكذلك رجال الأعمال وخاصة منهم الذين أثروا على حساب تونس وبطرق غير شرعية ,هم مطالبون اليوم فورا بالتطوع لتنمية الجهات الضعيفة وبدفع ما عليهم من آداءات وضرائب لكف اللجوء للتداين التي لا يسمن ولا يغني من جوع.
لكن العمل التطوعي ليس شأن السياسيين ورجال الأعمال فقط, بل هو شأن كل تونسي شأن العامل للكف عن الاحتجاجات والتوجه للحقول والمناجم والمصانع والمخابر ليحللوا أجورهم أمام الله وأمام ضمائرهم .
والعمل التطوعي أيضا شأن الشباب والكهول والمتقاعدين رجالا ونساءا على حد السواء داخل الأسرة وفي المدرسة وفي البلدية وفي الجبال والأرياف والصحاري والبحار لخلق الثروات والحفاظ على البيئة وغرس الأشجار وإنتاج وإقتصاد الطاقة
وقد عبر الشباب من خلال الانتخابات الرئاسية و خاصة في الدورة الثانية عن تطوعهم اللا مشروط لخدمة تونس و هو ما يبشر بكل خير.
فليعلم الناس جميعا أن الشعارات وحدها لا تفيد بل يفيد العمل الصالح بالليل والنهار لأن تونس على شفى حفرة وأن سر نجاحها يكمن في العمل الجاد والعمل التطوعي بالأساس.
لقد صدق من قال “أننا لا ننتظر أي شيء من تونس بل تونس تنتظر منا كل شيء” لما في ذلك عرقنا ودمنا وأرواحنا لنموت ونحيا من أجل تونس.
بقلم وليد سحنون مستشار لدى وزير الصناعة و المؤسسات الصغرى والمتوسطة