قرية “اس او اس” المحرس: مصير 400 طفل من المقيمين و المتكفلة بهم مستقبلهم في خطر
إنعقدت مساء أمس الأحد 19 ماي 2019 ، بمقر قرية “اس او اس” المحرس ندوة صحفية مشفوعة بإفطار جماعي مع أبناء القرية والمشرفين عليها، تم خلالها تسليط الضوء علي مبادرة الدكتور شهير كمون لجمع التبرعات، و التعريف بالأنشطة الاجتماعية والثقافية للقرية بمناسبة شهر رمضان و تحسيس بالمخاطر التي تهددها بالإغلاق.
الندوة إنطلقت بالتعريف بمبادرة الدكتور شهير كون متمثلة في تحدي قطع مسافة مشي على الأقدام يوميا رفقة عدد من المواطنين في شهر رمضان من اجل جمع التبرعات لتهيئة ملعب كرة قدم ( السعي لجمع مبلغ قيمته 100 مليون دينار) لفائدة هؤلاء الأطفال فاقدي السند بهدف حشد الدعم المادي لفائدتهم وتضاؤل جهود الدعم والإسناد والتي لقت التفاعل الإيجابي من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
و قد كشف القائمون و المشرفون على القرية عن الصعوبات المادية التي تشكو منها جمعية قري اس إو اس التي تسببت في غلق 2 منازل بقرية المحرس و2 منازل بقرية قمرت و6 منازل بقرية سليانة،تزامنا مع ايقاف التمويل من قبل الفدرالية الدولية لقرى إس أو إس في موفي سنة 2019 بعد ان كانت تساهم ب 4 مليارات و700 مليون دينار من ميزانية جمعية قرية اس واس مقسمة على اربعة منها 0.9 بالمائة من قبل الدولة اي ما يعادل 40 ألف دينارا فقط.
مدير القرية أشرف السعيدي قال : “إن القرية تقوم بمساعدة الأطفال المحتاجين الذين فقدوا بيوتهم وأمنهم وعائلاتهم حيث تستقبل الأطفال من عمر يوم واحد وحتى 6 سنوات وتوفر لهم الرعاية المستمرة حتى بلوغ مرحلة الاستقلالية.
وتابع ” إن القرية تحتوي على برنامجين هامين، يتمثل الاول في استقبال الأطفال في المنازل العائلية والمبيتات داخل القرية والذي يحتوي 133 طفلا وشابا تتراوح أعمارهم بين 7 أشهر و24 سنة. وبرنامج ثان يتمثل في دعم للأسرة وحماية الاطفال من الاهمال وهو برنامج موجه اساسا إلى العائلات المعوزة والتي لها إشكاليات خطيرة بإمكانها أن تؤدي إلى فقدان الرعاية الابوية، فهذا البرنامج يتكفل ويتعهد ب 254 طفلا وشاب موزعين على ولاية صفاقس في كافة المعتمديات.
وأضاف “نقوم بالقرية باتباع المنهج الاسري السليم في توفير الرعاية المستمرة والعمل على حماية الطفل من كافة أنواع الاستغلال والإساءة التي تؤثر على نموه الطبيعي في مجتمع سليم وهذه متطلبات طبيعية وأساسية لنشأة الطفل من شأنها أن تمكنه من النمو كإنسان طبيعي له شخصيته المستقلة”.
ولفت مدير القرية إلى أن “الأطفال في قرى الأطفال يعيشون حالة اخوة حقيقية تستمر معهم إلى نهاية حياتهم فالقرية تتألف من 12 منزلا و4 مبيتات يحوي كل منها من8 اطفال كحد أقصى وكل بيت منفصل عن الآخر من حيث الطعام والشراب واللباس حتى يشعر الطفل كأنه في عائلته الحقيقية وبين إخوته ، و رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها قرية س و س المحرس لاحتواء الاطفال اليتامى وفاقدي العائلة (فاقدي الرعاية الأسرية) إلا أنها تعاني من قلة الواردات إليها في ظل تزايد المصاريف التي تذهب على رعاية وتكفل اطفال القرية”.
واشار ان هذه السنة قد بلغت اعتمادات القرية حولي مليار و 200 مليون دينار، لكن بسبب رفع الجمعية العالمية لقري إس أو إس يدها من الدعم في حلول السنة القادمة مما اضطرنا على عدم قبول ملفات جديدة لعدد كبير من الأطفال فاقدي السند.
واختتم بدعوة كل التونسيين والمجتمع المدني والمؤسسات والشركات ورجال الاعمال بدعم ومساندة القرية بتوفير مليار و200 مليون دينار لمواصلة تسيير عملها.
الجدير بالذكر فإن قرية إس او إس المحرس ، مؤسسة تربوية اجتماعية تحتضن الأطفال فاقدي السند العائلي والمهدّدين وتقوم برعايتهم وتأهيلهم للاندماج في المجتمع والاعتماد على الذات تم احداثها سنة 2000 وترجع بالنظر للجمعية التونسية لقرى الأطفال إس أو إس وهي واحدة من 04 قرى.
و للإشارة فقد اشرف علي هذه الندوة كل من آمال كميشة رئيسة جمعية قري اس أو اس تونس، و أشرف السعيدي مدير قرية إس أو إس المحرس، و فتحي المعاوي مدير وطني لقري إس أو إس، و محمد مقديش رئيس لجنة الدعم ، و آمين الكشو امين مال لجنة الدعم و محاسب القرية علي قاسم و عدد من إعلاميي و صحفيي الجهة…
وائل الرميلي