المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بصفاقس في ضائقة
على غير عادتها انطلقت الدروس في المعهد المذكور مثقلة بآلام سنة جامعية فائتة صعبة للغاية اذ أجريت مجالس الأقسام في أواخر شهر أوت المنصرم بعد أن تجنّدت إدارة المعهد وعدد من أساتذته وموظفيه في سباق مارطوني لانعقاد مجالس الأقسام بعد النجاح الباهر في المناظرة الوطنية للدخول الى مدارس المهندسين 2019.
لم يشفع ذلك المجهود المبذول طيلة أشهر الصيف ولم تشفع غبطة الطلبة الجدد الذين قدموا من شتى معاهد الجهة والداخل التونسي والذين كان يحدوهم شرف الانتساب لهذه المؤسسة ذات الصيت الاقليمي. كيف لا وأبناؤها الذين استقبلتهم من قبل هم اليوم مهندسون يجوبون العالم في شتى الاختصاصات وتشغّلهم كبريات الشركات العالمية.
تعطّل السير الطبيعي للدروس وغابت الأشغال التطبيقية وازدادت الحالة سوءا بما تكدس من فضلات و أوساخ داخل القاعات و في ممرات المعهد كما انعدم ترسيم الطلبة و غابت أشغال الطبع و بقية الخدمات. الحراك النقابي في المؤسسة المتقدم بجملة من المطالب أبرزها ساعات اضافية خارج التوقيت الإداري، لا يستجيب للأمر المعمول به الصادر بالرائد الرسمي عدد 1864 لسنة 1988 المؤرخ في 3 نوفمبر 1988 والذي ينصّ صراحة أنّ مثل هذه الساعات لا يمكن أن تتجاوز بأي حال من الأحوال 3 أشهر عمل باحتساب ساعتين اضافيتين حقيقيتين يوميا لا تسحب على الجميع كمجرد اعانة أو منحة بل يمتّع بها من قدّم فعلا هذا العمل الاضافي المنجز.
عبّر مدير المعهد التحضيري عن رفضه المبدئي لهذا الطلب مستدلا بالقوانين التي تحكم تسيير الادارة و امتثالا للضمير الحي الذي لا يرضى أن تبعثر أموال الدولة عبر طرق ملتوية ويجرّم الفساد أي كان مأتاه. هذا المدير الذي عُرف بنظافة اليد والقدرة على تسيير الادارة و المقدرة العلمية والمعرفية الواسعة في مجال تخصصه، يختار تقديم استقالته ويعود للدرس فلا يُؤتى المعهد من قبله.
نحيطكم علما أنّ أغلبية محترمة من اساتذة المعهد مساندون فعليون لمديرهم المتخلي طوعا عن منصبه الاداري وقد أمضوا في ذلك عريضة رُفعت الى المجلس العلمي للمؤسسة والى الجامعة. الأساتذة مستغربون من بطء تدخل المسؤولين المحليين والجهويين و كذلك الوزارة لحل هذا الاشكال لاسيما وأنّ السنة الجامعية أوشكت أن تنهي اسبوعها الثالث والوضع باق على حاله.
بقلم الاستاذ حاتم الكسيبي، استاذ بالمعهد التحضيري، قسم التكنولوجيا