صفاقس تتألم ولا يستمعون لأنينها … بقلم أمير السعداوي
صفاقس ، التاريخ والحضارة ، صفاقس العلم والمعرفة ،صفاقس العطاء والنشاط والحيوية والكسب بسواعد بناتها وأبنائها ، صفاقس المدينة العتيقة ،باب الجبلي وباب الديوان ،صفاقس الثنايا والحنايا والأصالة والخلق الرفيع ، صفاقس الخيرات والبركات ، زيت الزيتون والأسماك وما صنعت وصنفت الحرائر من لذيذ المأكولات صفاقس الحرفة وصنعة الأجداد ،صفاقس الدراسات والبحوث والاختراعات بتميز أبنائها في مختلف المسابقات المحلية والدولية .. صفاقس الفلاحة والزراعة والصناعات الكبرى وما تزحر به من خيرات مختلف المعتمديات ، صفاقس مليون و200 ألف ساكن تعيش أسوء الحالات بعد تخلي المركزية المقيتة عليها والتسويف في انجاز المشاريع التنموية والبيئية المعطلة منذ سنوات ، صفاقس تتألم ولا يستمعون لأنينها بمواصلة السير في سياسة اللامبالاة من مسؤولين لا يذكرونها ولا يتذكرونها الا عند اقتراب مختلف الاستحقاقات الانتخابية لتترك فيما بعد وتصبح في طيات النسيان …
يمكنك ان تخصص يوم وتتجول في أرجاء المدينة وفي أريافها ستدرك أن خضوع أبنائها سبب من أسباب خيباتها ، مقاهي تغزو البنايات ، بنية تحتية مهترئة ، وجوه شاحبة لشباب اتخذوا من الخضوع و الجلوس في المقاهي ديدنهم .. اما عن الشوارع والانهج الرئيسية والحيوية للبلاد تحدث ولا حرج ، معالم تاريخية “ساحات المساجد التاريخية ، سور المدينة ، ساحات عامة ، مواقع أثرية ” وبنايات عصرية تركت ليعبث بها أصحاب التجارة الموازية وبائعي الشاي والنفة فضلا على بيع وترويج مواد وعقاقير غريبة عجيبة لا يمكنك ان تطلق عنها تسميات ، كل هذا وذاك على قارعة الطريق و أمام أنظار المارة وسط صمت مريب للسلط المعنية دون تدخل ولا ردع لمثل هذه المخالفات التي أساءت للصورة المشرقة للمدينة وللمشهد العام ولجمالية المكان … وأصبحت بؤر لاستقطاب المنحرفين مما يهدد سلامة المواطن في كل الأوقات …
بعضهم ممن لا يعرف صفاقس سيتهمني بالتهويل والمبالغة والانحياز لكن أقول لكم أن “أهل مكة أدرى بشعابها ” بعيدا عن الصورة المغلوطة التي يراد ترويجها على الولاية بحكم أنها ثاني أكبر المدن التونسية فهي من المدن المحظوظة بتعاقب السنين والحكومات ، لكن هيهات صفاقس من ضمن المدن التي عانت ولازالت تعاني من التفاوت بين مختلف الجهات ولم يطلها بعد التمييز الايجابي بين مختلف الولايات …. ألم يحن الوقت بأن يمنح لأهالي هذه الولاية ومختلف الولايات الداخلية المجاورة بقسط من الحياة الكريمة وتنمية جهوية تليق بهم ولو ردا لجميل ما قدمته وتقدمه من انجازات ساهمت في بناء تونس الحرية والديمقراطية … !??
بقلم أمير السعداوي