الزلابية أصل الكلمة وتاريخ الأكلة
الزلابية نوع مشهور من الأكلات الحلوة الشعبية في تونس ارتبطت عادة أكلها بشهر رمضان المبارك. وإذا بحثنا في أصل الأكلة وتاريخها نكتشف أنها ضاربة في التاريخ وأنها لا تخص تونس فقط فهي منتشرة في كامل الوطن العربي.
أصل الكلمة:
يوجد العديد من التفسيرات لكلمة زلابية. منها ما يقول بأصلها العربي مشتق من فعل زلب وقيل أنها معربة من الفارسية من كلمة زليبيا ونجد في لغات أخرى مفردات مشابهة. ففي التركية نجد زولبيي وفي الآرامية زولبيا وفي الهندية جلابية. في كل الحالات الكلمة مشرقية قدمت إلى بلادنا.
تعريف الزلابية:
تندرج الزلابية ضمن المعجنات التي تقلى وتحلى ومنهم من وضعها من أنواع الإسفنج أو من أنواع الحلواء أو الفطير المشبك. ويعرفها ابن الحشاء بأنها نوع من الشبابيك المصنوعة من العجين الرقيق يخرج من ثقب إناء في المقلى ثم يقلى في العسل. كما ذكرها ابن السيار في شعره أن الزلابيات “مدورات ومشبكات” و”صفر وبيض وملونات”.
تاريخ الأكلة:
الزلابية أكلة عريقة في بلادنا فقد ورد ذكرها في الكتب بأنها تباع في الساحل أواخر القرن 3 هجري أي التاسع ميلادي (معالم الإيمان) وأن صانعها هو الأسفنجي. كما ذكر في الفترة الحفصية أن في مدينة تونس كان هناك صناع الزلابية (الوزان). وفي الوطن العربي نجد أن الزلابية موجودة في النصوص العراقية منذ الفترة العباسية. فقد كتب ابن الرومي شعرا في قالي الزلابية.
“رأيته سحرا يقلي زلابية في رقة القشر والتجويف كالقصب”
كما نجدها في النصوص الشامية والمصرية في الفترة الأيوبية. وفي المغرب ذكرت طبخة تشبه المشبكة العراقية في طبخ الموحدين واليوم يطلقون عليها اسم الإسفنج.
الزلابية إذن أكلة شرقية عربية قديمة أدخلها الفاتحون إلى افريقية والمغرب وبقيت صناعتها مزدهرة إلى وقتنا هذا وهي من اختصاص الأسفنجي أي الفطائري. والزلابية في تونس صفراء اللون وأشهرها زلابية باجة. أما في صفاقس فهي حمراء اللون باستعمال ملون. ومن الأمثال الشعبية يقال “هانت الزلابية حتى عباو بيها الخابية” للتعبير عن تحقير الرفيع.
د.وليد العش.
________________
المراجع:
سهام الدبابي الميساوي. مائدة افريقية دراسة في ألوان الطعام. 2017. ص142-146
علي الزواري ويوسف الشرفي. معجم الكلمات والتقاليد الشعبية بصفاقس. 1998. ص322-323.
ديوان ابن الرومي