القراء يكتبون : المجالس البلدية بين قيادات ناجحة و”قوانين” جوفاء
يبدو أن بعض الأحزاب السياسية التي صعدت على إثر الانتخابات البلدية الأخيرة سرعان ما اكتشفت ان البرامج التي قدمتها للناخبين هي سراب خلب وكتابة على الماء. لذلك حوّلت وجهتها نحو الدخول في صراعات سياسية وتصفية حسابات مع خصومهم.ولعل هذا مسألة التفرغ وعدم التفرغ لبعض رؤساء البلديات خير مثال على ذلك فقد اتخذتها بعض الأحزاب الناشئة اصلا تجاريا توظفه لتجييش أنصارها و تبرير فشلها في تحقيق برامجها الانتخابية.فمتى يفهم هؤلاء أن القادة الأكفّاء لا يقاس اداؤهم بكمية العمل المنجز و لكن بنجاعة الأفكار والقرارات التي يتخذونها ،وحسن إدارة الازمات والقدرة على التفاوض و حلّ الخلافات و إدارة الشأن العام وحسن التصرّف في المال العام .و هذه الخصال المطلوبة في القائد أو المسيّر لا تقاس بكمية الزمن التي يقضيها في عمله و لكنها تقاس بالأهداف والنتائج التي يحققها. فبعض رؤساء البلديات ممن تتوفر فيهم هذه القدرات والمهارات نجحوا في إدارة المرفق العام بكل كفاءة بقطع النظر عن تفرغهم من عدمه.
فكم من رئيس بلدية متفرغ و لكنه لم يثبت الكفاءة و النجاعة المطلوبتين لتحمل هذا المنصب القيادي. ولعل ما يثار هذه الأيام حول امكانية اعفاء بعض رؤساء البلديات على غرار الدكتور خالد معلى رئيس بلدية العين خير مثال على ذلك. فالرجل يتقدم بخطى ثابتة في تحقيق البرامج الانتخابية المتفق عليها واثبت نجاعته ابان الفترة الأولى من أزمة انتشار الوباء.ورغم محدودية الموارد المتاحة للبلدية فقد استطاع صحبة فريق العمل الذي يرافقه سواء من المجلس البلدي أو من الإدارة البلدية أن يتصرف في هذه الامكانيات على الوجه الأنسب وقدم مثالا يحتذى به حول اهمية الكفاءة والنجاعة في قيادة المرفق البلدي. وبالتالي فإن مبدأ التفرغ الذي نصّت مجلة الجماعات المحلية يصبح فاقدا لمعناه لأنه الحّ على الحضور الجسدي و غيّب مسألة الكفاءة والقدرة على القيادة.فالدعوة ملحة الى الأحزاب السياسية الى العمل على تحقيق وعودها الانتخابية وتقديم كفاءات قادرة على القيادة وعلى تحويل برامجها الانتخابية إلى مشاريع وتحقيق نسبة من أهدافها المرسومة ،بعيدا عن الشعارات الجوفاء. فالنجاح في بلوغ الأهداف لا يتطلب بالضرورة إزاحة الخصوم بقدر ما يتطلب القدرة على منافستهم في تحقيق طموحات الناخبين و تحقيق آمالهم.
أميرة بن صالح