بعد نجاح التجربة النموذجية بجامعتي صفاقس و قرطاج.. الإنطلاق الرسمي لمشروع “صفة الطالب المبادر”
تم خلال تظاهرة انتظمت اليوم الثلاثاء بمدينة الثقافة بتونس الاعلان عن الانطلاق الرسمي لمشروع “صفة الطالب المبادر” الذي يندرج في اطار تجربة نموذجية شملت منذ سنة 2017 جامعتي صفاقس وقرطاج وأثبتت نجاعتها، وفق ما أكده رئيس الوكالة الجامعية للفرنكفونية وزير التعليم السابق سليم خلبوس.
ويتنزل مشروع الطالب المبادر ضمن برنامج “هيكلة ومرافقة الطالب المبادر في المغرب”، وهو يهدف الى مساعدة الطلبة الراغبين في بعث مشاريع في كل من تونس والمغرب ومرافقتهم طيلة مسارهم الدراسي من خلال المرور بمراحل متعددة إلى حين تركيز مؤسساتهم الخاصة، وذلك من خلال الاستلهام من تجارب ناجحة في فرنسا وبلجيكيا ورومانيا وبالخصوص تجربة أقطاب طلبة من أجل التجديد والنقل والمبادرة في فرنسا.
ويشارك في هذا المشروع 14 شريكا لتونس والمغرب والدول الاوروبية المذكورة سابقا من جمعيات ومنظمات وطنية ويتم تمويلها من قبل برنامج ايراسميس+ الاوروبي وبقية المشاركين في المشروع.
وبين خلبوس أن المشروع انطلق منذ سنتين تقريبا وتم تطبيقه بصفة تجريبية في جامعتي قرطاج وصفاقس بالتعاون مع الوكالة الجامعية للفرنكفونية، مشيرا إلى أنه وبعد نجاح هذه التجربة التي أنتجت حوالي 60 مشروعا قدمه 60 طالبا مختلفا وبمستويات متفاوتة، سيتم تعميم هذا المشروع على كافة الجامعات التونسية.
وأوضح أن الحصول على هذه الصفة يتم بعد النظر فيها من قبل لجنة تتكون من اساتذة واصحاب شركات للتثبت من جدية فكرة المشروع وقابليته للتطبيق،مشيرا إلى أن من يتحصل على هذه الصفة يمكن أن يتمتع بعديد الامتيازات، من بينها اعتبار المشروع مادة دراسية عوضا عن المادة الاختيارية وتقديم تكوين اضافي مجاني وتوفير مرافقة جامعية ومهنية للطالب، كما يمكن للوزارة ان تساهم في تمويل المشاريع التي يرى المختصون قابليتها للتطور وآفاقا واعدة لعملها.
كما بين ان تونس اعتمدت مقاربة التدرج في منح صفة الطالب المبادر، وهي تجربة حظيت بالتقدير والاهتمام من الشركاء الاوروبيين الذين يعملون على تطبيقها حاليا في فرنسا وفق خلبوس، حيث يمر صاحب فكرة المشروع بمراحل ثلاث اولها صفة الطالب المبادر المبتدئ وإذا ما كانت الفكرة قابلة للتطبيق والتطوير يمر إلى مرحلة الطالب المبادر، وفي صورة تحقيق هذا المشروع يتحول الى الطالب الباعث والذي يمكن ان تكون وزارة التعليم العالي والبحث العلمي شريكة له وتساهم في تمويل المشروع.
وقال في هذا السياق إن الاتحاد الاوروبي وفر تمويلات ب 2 مليون أورو والوزارة تتفاوض مع الاتحاد لتوفير اعتمادات اضافية لتعميم هذه التجربة، كما أن الوزارة قادرة على المساهمة في تمويل المشاريع التي سيرى المختصون قابليتها للتطبيق والاعتمادات وذلك في باب البحث العلمي التطبيقي الذي يحقق القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.
وبين ان الشركاء الاوروبيين يرغبون في نقل الخبرة التونسية التي تراكمت خلال السنتين وتعميمها في العديد من البلدان وخلق شبكة تضم تونس في شراكة مع بلدان افريقيا الصحراوية.
ومن جهته بين وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة حاتم بن سالم، أن الهدف الاساسي للمشروع هو غرس ثقافة المبادرة لدى الطلبة بعيدا عن فكرة التعويل على الاخر والاقتصار على اللجوء إلى الوظيفة العمومية، وتجديد العقليات التي تجعل الطالب قادرا على البحث في محيطه الصغير والمحيط الدولي عن فرص وامكانيات للانتصاب للحساب الخاص وتأسيس شركة بدل انتظار وظيفة.
يذكر أنه منذ اطلاق المشروع سنة 2017 تمت مرافقة 2400 طالب من المغرب وتونس ثلثهم من الاناث في مشاريعهم لتركيز مؤسسات خاصة، ويهدف المشروع على المدى البعيد الى مضاعفة أقطاب المرافقة في عدة مدن ببادرة من الوزارة المعنية والجامعات وبدعم مادي من الفاعلين العموميين والخواص.
وشارك في هذا اليوم الاعلامي لاطلاق مشروع الطالب المبادر العديد من ممثلي الجامعات التونسية والاوروبية الى جانب شركاء المشروع من الطلبة المهتمين بهذا المشروع والراغبين في تركيز مشاريع خاصة.
وات