ساحة “رابعة” و الخبر الكذوب .. بقلم حاتم الكسيبي
خبر دام لبضع ساعات وملأ صفحات الفايسبوك فانهالت التعاليق بين الرافض والمرحب. لقد اختاروا اسما جديدا للساحة المحاذية للجامع اللخمي حيث أضحت ساحة رابعة بعد أن كانت ساحة الشيخ الفاضل بن عاشور.
كاد الأمر أن يكون عاديا، هي مجرد كذبة أو افتراء يرمي به أحد العامة داخل “دولاب” المواقع الاجتماعية فيدور ويدور لتلتهب الصفحات وينطلق الشتم والتجريح فتفيض القريحة بأنكى النعوت، بعضها من وحي الحاضر وبعضها يعود الى ماض ديكتاتوري تليد. هنالك يخوض الخائضون بين الحقيقة والفوتوشوب ثم ينقضي بعد أيام لعدم ثبوته فينصرف الناس عن الخبر ويبحثون عن آخر.
لكن هذه المرّة شارك كبار القوم في نشر الخبر الذي هامت به العقول وباتت تنتظره منذ مدّة لاسيّما وذكرى الثورة على الأبواب وباب الحكومة مغلق الى أن نجد “كاريا” جديدا للقصبة. نشر هذا الخبر جامعيون وأعيان واعلاميون وأعضاء المجلس البلدي دون تثبت ولا روية بل لعل البعض أوغل في الكذبة فذكّرنا ب”ّالبيّومة” الزرقاء و”جاب المخبّل في كبّة”. ماذا تركوا لعامّة القوم وأدعيائهم ولحديث المقاهي؟ أيؤتى الشأن العام بمثل هذه الترهات.
نلوم بلدية صفاقس التي حافظت على ضعف الخدمات ولم تواكب نسق المدينة التي ازداد تعدادها مرات ومرات بعد الثورة. بناءات شاهقة تنتشر على طول الطرق المؤدية الى وسط المدينة وأشغال معطّلة هنا وهناك وغياب كلّي للبرامج التي تفنن المرشحون مهما كانت أحزابهم وائتلافاتهم واستقلاليتهم في عرضها أيام الانتخابات. تلوّث بيئي قديم ومتجدد فشل العهد البائد كما الثورة في مصالحة صفاقس مع بحرها بل أنكى من ذلك اذ اغلق المسبح الوحيد للإصلاح لفترة تطول ولا تقصر.
لعل البلدية التي أصدرت بيانا رسميا تكذب فيه ما روي عن الساحة المذكورة أمر مطلوب لكن أيعقل أن ينقسم المجلس البلدي بين ناقل للخبر ومفند له؟ لقد ضاعت صفاقس كما ضاعت البلاد بأدنى البقايا وأفضلها.
بقلم حاتم الكسيبي