تونس تفقد اليوم الزعيم احمد بن صالح .. شهادة فتحي الهمامي
رحل عنا اليوم سيد احمد بن صالح رجل الدولة المرموق والوطني الكبير، الزعيم النقابي صلب الإتحاد ولمن لايعرف المناضل الجسور من اجل الديمقراطية والحرية .
وفي هذا المجال اذكر في ما اذكر ان الرجل حضر إلى صفاقس في سنة 90 من القرن الماضي (بصفته امين عام حركة الوحدة الشعبية) للاشراف على إجتماع شعبي هناك بمعية الفقيدين محمد مواعدة (حركة الديمقراطيين الاستراكيين) ومحمد حرمل (الحزب الشيوعي) الذين شكلوا وقتها حلفا معارضا لبن علي (الذي بدا في النكوص عن وعدوه التي اطلقها في 7نوفمبر) .
كانت يومها (لا اذكر اليوم) قاعة اجتماعات المسرح البلدي غاصة بالحضور من كافة الطيف السياسي. وعند القاء خطابه شدني وقتها الحضور الباهر وتلك الكريزما التي ميزت شخصية الراحل احمد بن صالح وتلك القدرة على الخطابة. فاسلوب خطابه كان يجمع السهل والممتنع في نفس الوقت، شعبي دون اسفاف ، نخبوي دون تعال. هو ينهل من مدرسة الزعيم بورقيبة في فن الخطابة ويزيد عليها من شخصيته.
اما عن مضمون الكلمة فكان ديمقراطيا خالصا يطرح مطالب الحركة الديمقراطية في اقرار الحريات العامة والفردية. وفي ضرورة وفاء السلطة بوعودها. وقد اشار الرجل إلى ما يعانيه على ايدي نظام بن علي من عسف وتضييق منذ رجوعه إلى أرض الوطن من ” جينيف ” وهو الذي يريد فقط الاسهام في الرقي الديمقراطي لبلاده تونس.
اخلص التعازي الى كافة افراد الشعب التونسي في هذا المصاب الجلل والتحية الى روح الزعيم الكبير أحمد بن صالح.
شهادة فتحي الهمامي