صفاقس: الرئيس الأسبق لبلدية صفاقس التيجاني مقني في ذمة الله
إنتقل إلى جوار ربه, اليوم الإثنين 30 مارس 2020, المغفور له بإذن الله تعالى التيجاني مقني الرئيس الأسبق لبلدية صفاقس وعضو الديوان السياسي للحزب الاشتراكي الدستوري.
وقد ترأس مقني بلدية صفاقس في الفترة الممتدة بين 1975 و 1980, كما شغل عدة مسؤوليات عليا طيلة مسيرته المهنية أبرزها تقلده خطة كاتب الدولة للتربية في سبعينيات القرن الماضي ثم رئيس مدير عام للشركة التونسية للملاحة ومديرا لإذاعة صفاقس في الثمانينات.
ولد الفقيد فى جانفي 1933 بصفاقس وترعرع وسط عائلة دستورية أصيلة ونهج مسار أخيه الاستاذ أمحمد مقنى المولود فى 1911 والذى كان من جيل الزعيم الحبيب بورقيبة والذى انتخب سنة1956 عضوا بالمجلس التأسيسي الأول ثم عين اول واليًا على سوسة بعد الاستقلال.
تشبع الفقيد بالروح النضالية وكان ناشطا بالجمعيات الثقافية والرياضية بصفاقس حتى قبل الاستقلال ولما تحصل على الباكالوريا سنة1953من معهد طريق قابس بصفاقس بعد ان تواجد بهذا المعهد فى نفس الفترة مع المرحوم محمد الصياح ومع السيد الهادى الزغل ومع الاستاذ عبدالسلام القلال وغيرهم من الشخصيات الوطنية والإدارية التى برزت على الساحة الوطنية.
انتقل اثر ذلك لباريس لمواصلة دراساته العالية ليتحصل سنة 1957 على الإجازة فى العلوم الطبيعية ويعود لصفاقس ويباشر التعليم بمعهد الفتيات فى مادة العلوم الطبيعية.
واصل نشاطه الجمعياتي داخل تشكيلات الشباب وأطر نشاط الشبيبة المدرسية ثم تحمل مسؤولية كاتب عام لمنظمات الشباب بصفاقس مما جعله على اتصال مباشر بكبار مناضلي الجهة الذين كانت لهم ثقة كبيرة فى الفقيد فأسندت له مسؤوليات جهوية فى البداية شملت حتى النشاط الإعلامي حيث كان مديرا لإذاعة صفاقس ثم تحمل مسؤوليات وطنية.
يعتبر الفقيد من الشباب الذى عاصر زعماء الحركة الوطنية وعلى رأسهم الزعيم الحبيب بورقيبة والمرحوم الهادى نويرة والمرحومين الحبيب عاشور والهادى شاكر وفرحات حشاد وكان على علاقة متينة بمسؤولي الجهة على المستوى الوطنى نخص بالذكر منهم منصور معلى واحمد شطورو وحامد الزغل وعبد المجيد شاكر والبشير المهذبي والهادى الزغل فتشبع بالوعي الوطنى وكان قريبا من كل المواطنين تربطه علاقات متميزة مع كل الأوساط .
وقد سعى فى فترة اضطلاعه برئاسة بلدية صفاقس الى تخليص هذه المدينة من عمرانها القديم فأزال الحواجز الترابية (الطوابى )التى كانت تمتد على جوانب الطرقات ووسع كل الثنايا وقام بعمليات انتزاع للمبانى القديمة والمعاصر التى كانت تخنق الطرقات وقام بالتعاون مع السيد على السلامي والشيخ محمد بن عبد الله المسؤولين باتحاد الصناعة والتجارة بتعويض عربات الخيول ( الكاروات )بالشاحنات وأزال المقابر التى كانت تحيط بالمدينة من جهة باب الجبلى ليبدا التفكير فى بعث صفاقس الجديدة التى تبناها المجلس البلدى اللاحق برئاسة المغفور له احمد بالأسود وبدعم كبير من الأجيال الجديدة التى التحقت بالمجلس ومن بينهم. الاستاذ الطاهر كمون و الاستاذ منصف عامر السلامي والمرحوم مصطفى السلامي.
الى جانب هذا الإنجاز الكبير الذى غير وجه صفاقس قام الفقيد بتوسيع ملعب الطيب المهيري وتولى تعشيبه وتجهيزه بالأضواء الكاشفة وقام ببناء سوق الجملة الحالي بطريق قابس بعد ان كان ببيكفيل وكان على علاقة متميزة مع المسؤولين عن النوادي الرياضية بالجهة.
بوفاته يسدل الستار عن شخصية كان لها إشعاع وطنى كبير وخاصة بجهة صفاقس.