بعد 10 سنوات من اندلاع الثورة : تونس خير
بعد مرور 10 سنوات على اندلاع الشرارة الأولى التي أطلقت العنان لزلزال غير مسبوق في العالم العربي هدأت النشوة بخلع بن علي وطرده. واليوم يسود جو من الكآبة وخيبة الأمل لدى معظم التونسيين… شعور بطعم مرير بسبب الأعمال غير المنجزة… شعور بالضياع … شعور بأن الثورة قد سُرقت واختطفت وتم تحويل وجهتها ومصادرتها. وشيئا فشيئا لم تعد الكثير من الشخصيات الوطنية تتردّد في التأكيد أن المسار الانتقالي قد ” فشل “. ويتفاقم هذا الشعور بسبب يأس الشباب الذين ازدادت أوضاعهم سوءا خلال 10 سنوات وبسبب المؤشرات الاقتصادية التي لم تكن بهذا السوء منذ سنة 2010 .
ويرى أغلب التونسيين اليوم أن الثورة هي السبب الرئيسي في تدهور أوضاعهم. ويساهم التشاؤم السائد في الشعور بعدم الرغبة في النهوض والاستثمار والتطوير والتحسين. وفي دوائر الأعمال يلتزم المديرون وأصحاب المؤسسات بالحذر المفرط ويتشبثون بإنجازاتهم ومكتسباتهم ويقاومون أي تغيير في المنوال. أما في الأوساط الأكثر فقرا والأقل حظّا فإن الشباب يختارون الهجرة السريّة أو الانخراط في مسار المال السهل من خلال التجارة الموازية أو ينخرطون في ما هو أسوأ أي عالم الجريمة الذي يموّل ويدار أحيانا من قبل منظمات إجرامية وفي صراعات خارج حدودنا.
وقد تعب التونسيون من العيش في أزمة سياسية مزمنة ولم يعد الشأن السياسي يهمّهم وقد سجّلنا خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة غيابا كبيرا للناخبين وعزوفا واضحا عن السياسة والسياسيين.
وفي هذا الإطار تحرص جمعية التونسيين خرّيجي المعاهد العليا (ATUGE) ) على التذكير بالإنجازات الهائلة التي تحققت منذ عام 2011 والتقدم المحرز في مجال الحقوق والحريات والتقدم المجتمعي وكذلك التقدم التكنولوجي مع أخذ بعض الأمثلة الناجحة. ومن أجل رفع معنويات التونسيين وتجنّب أن يقعوا في خطأ تجميل الماضي فينسوا الرعب الذي عشناه زمن الديكتاتورية وأن يقعوا أيضا في الاستنكار العام وعدم الثقة والحذر من الجار والزميل والصديق سيتمّ عرض 4 تسجيلات فيديو بين 17 ديسمبر 2020 و14 جانفي 2021 تجمع شهادات لأشخاص ملتزمين ومنخرطين منذ 10 سنوات في مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد مع التركيز على المحاور الأربعة التالية :
- الاقتصاد والاستثمار ومناخ الأعمال.
- الشباب والابتكار والمؤسسات الناشئة والخلق والإبداع .
- الحقوق والحريات ومجالات التقدم المجتمعي والتغلغل التدريجي للمفاهيم الديمقراطية في حياتنا اليومية.
- تفجير المواهب في الفن والاعتراف الدولي بالعديد من الفنانين والأعمال .
وتهدف الجمعية إلى إذكاء شعلة الأمل من جديد وتطوير الالتزام المواطني والاهتمام بالشأن العام ومواجهة التشاؤم السائد والشعور باليأس والإحباط الذي أصبح مشتركا بين أغلب التونسيين .
ويتعلق الأمر هنا بمحاولة استعادة الثقة في الثورة وفي كل ما يمكن أن يحققه الانتقال الديمقراطي للبلاد من إيجابيات.
ولا تشك الجمعية مطلقا في أن مستقبل بلادنا لا يمكن إلا أن يكون أفضل خاصة من خلال الالتزام الإيجابي لكل مواطن تونسي.