‘صفاقس المحروسة’.. مؤلف ذو دلالات مستوحاة من عمق الرمزية التاريخية للمدينة
أكد مؤلف كتاب ‘صفاقس المحروسة’، المؤرخ ورئيس جامعة صفاقس، عبد الواحد المكني، أنه “من الضروري الحفاظ على الموروث الثقافي والمعالم الأثرية الحديثة في بلادنا باعتبارها جزء من موروثنا الثقافي وانجزت بجهد وأموال التونسيين زمن الاستعمار “، حسب رايه.
واوضح خلال أمسية فكرية، انتظمت مساء الأمس السبت، بفضاء برج القلال، وسط مدينة صفاقس، خصصت لتقديم وتوقيع كتاب ‘صفاقس المحروسة’ ان صفاقس كانت تاريخيا عرضة للغزوات على غرار عديد المناطق الأخرى بالجمهورية، وتم اختيار ‘صفاقس المحروسة’ عنوانا لمؤلفه في علاقة بسورها الشامخ الذي اختاره أيضا غلافا لاثره الأدبي.
واضاف صاحب الكتاب قوله أن حماية وحراسة صفاقس لم يكن بفضل سورها الذي ما زال يقف شامخا شاهدا على العصر فحسب، بل ايضا بفضل صمود اهاليها واوليائها الصالحين وعلمائها، وخاصة “سيدي علي النوري” و”سيدي علي الكراي” وغيرهم، مشيرا الى ان مدينة صفاقس من اكثر المدن التونسية التي تكررت بشانها عبارة “المحروسة” في الوثائق الارشيفية منذ العهد الفاطمي، باعتبارها كانت عرضة للغزوات والهجمات، مما ساهم في فرادتها وميزة اسلوب عيش اهاليها وصمودها في وجه المستعمر.
كما تطرق المؤرخ، عبد الواحد المكني، في مؤلفه إلى مسألة الأوقاف في جهة صفاقس التي لعبت دورا كبيرا في حماية وحراسة الجهة والنشاط التجاري بالجهة الذي يعتمد أساسا على زيت الزيتون والمحراث الجموسي، اذ تجاوز صيته البلاد التونسية ليصل إلى قسنطينة وصقلية، فضلا عن ثراء الحياة الثقافية والرياضية بجهة صفاقس.
يذكر أن كتاب ‘صفاقس المحروسة’ صدر في شهر جويلية من السنة الجارية، يحتوي على 220 صفحة ويتضمن غلاف الكتاب سور مدينة صفاقس لما يحتويه من دلالة ولدوره الكبير في حماية المدينة زمن الاحتلال الفرنسي.