اضراب عام بمعتمدية الفوّار: الدولة هي الخاسر الأكبر بسبب رفضها تطبيق القانون وخوفها من بضعة محتجّين
أكّد الاتحاد الجهوي للشغل بقبلّي أنه تم إقرار الإضراب العام بمعتمدية الفوّار من ولاية قبلّي غدا الاربعاء 17 مارس 2021 .
ويأتي هذا الإضراب بعد فشل الاجتماعات التوفيقية بين ممثلي شركة ” MAZARINE Energy ” التي تستغلّ حقل ” زعفران ” بمنطقة الفوّار من جهة والمسؤولين المحليين والنقابيين من جهة أخرى .
وجدير بالذكر أن إنتاج شركة ” مزارين إينرجي ” متوّقف منذ 14 جانفي 2021 من قبل المحتجّين .
ويذكر أيضا أن هذه الشركة تعدّ من الشركات القلائل التي غامرت بالعمل في تونس بعد الثورة من خلال استثمار حوالي 50 مليون دولار عل عدة مراحل . وهي تشغّل حوالي 40 شخصا بين مهندسين وأعوان متخصصين .وتستخرج الشركة بمعدّل 1500 برميل يومّيا من البترول ( 1000 ) والغاز ( 500 ) توفّر عائدات يومية تناهز 100 ألف دولار تعود منها 50 بالمائة لفائدة الشركة التونسية للأنشطة البترولية أي للدولة التونسية التي تنتفع أيضا بأداءات أخرى من الشركة .
ومنذ انتصابها بولاية قبلّي قامت شركة ” مزارين إينرجي ” بالتعاقد مع شركة خدمات لتأمين بعض حاجاتها ومنها بالخصوص تأمين الغذاء للعاملين بالحقل.
وقد أنهت شركة الخدمات المعنيّة مع نهاية ديسمبر 2020 عقود 9 من العاملين بها الذين لم يجدوا أفضل من تنفيذ اعتصام مفتوح منذ 9 جانفي 2021 أمام الحقل الذي تستغلّه شركة ” مزارين ” بالفوّار مطالبين بإدماجهم ضمن الفريق العامل بالشركة بالرغم من أنهم يعلمون جيّدا بأنه لا توجد أيّة علاقة تعاقديّة معها .
وفي فترة لاحقة انضمّ إلى هؤلاء المحتجّين الذين يمنعون منذ مدّة خروج شاحنات البترول الخام عون سابق معزول من شركة ” مزارين ” لأسباب تأديبيّة ويبدو أنه حرّض المحتجّين على الإصرار على الاعتصام من أجل إعادته إلى عمله من جهة وانتدابهم بالشركة من جهة ثانية.
وأما السلبيّة المذهلة للسلطات الجهوية إزاء تعطيل الإنتاج اللاقانوني المفروض من قبل المحتجّين تعطّل الإنتاج في الحقل المذكور كليّا منذ 14 جانفي 2021 .
وبالرغم من الخسائر الفادحة التي تتكبّدها الدولة ( أكثر من 10 ملايين دينار ) بسبب هذا الاعتصام الفوضوي ما زالت السلطات الجهوية ترفض تطبيق القانون وحماية موقع الإنتاج تحت ذريعة ” البحث عن السلم الاجتماعية “.
وقد باءت كافة المحاولات الرامية إلى إيجاد الحلول الملائمة لهذه الأزمة وإعادة الإنتاج بالفشل . وقد تم رفع آخر جلسة تفاوضية عقدت بمقرّ الولاية دون التوصّل إلى أي حلّ ملموس بالرغم من أن شركة ” مزارين إينرجي ” تعهّدت بأن تطلب من شركة الخدمات التي تتعامل معها إعادة العاملين الذين انتهت عقودهم معها .
وخلال الاجتماع المذكور أصرّ بعض الحاضرين على ضرورة إعادة العون المفصول من شركة ” مزارين ” . وقد دخل الاتحاد الجهوي للشغل بقبلّي على الخط ليقرّر إضرابا عاما بجهة الفوّار مثلما قلنا غدا الاربعاء 17 مارس 2021 بسبب هذا الشخص الذي يدرك الاتحاد ويدرك الجميع أنه مذنب وأنه عزل لأسباب تأديبية بحتة .
وفي الأثناء تمت برمجة اجتماع آخر صباح هذا اليوم بالقصبة . إلا أن حظوظ إيجاد أرضية تفاهم تبدو ضعيفة جدا . وفي الأثناء أيضا يتواصل نزيف الخسائر بمعدّل أكثر من 100 ألف دولار يوميّا منها حوالي 75 بالمائة كان من المفروض أن تدخل إلى الخزينة الخاوية للدولة التونسيّة .