تمكين كل شاب منقطع عن الدراسة من الالتحاق بالتكوين المهني مهما كان مستواه الدراسي
تطمح الاستراتجية الوطنية للتدريب المهني إلى تمكين كل شاب منقطع عن الدراسة من الالتحاق بالتكوين المهني مهما كان مستواه الدراسي من أجل الحد من تداعيات الانقطاع المدرسي المبكر، وفق ما أكده اليوم الثلاثاء، رئيس ديوان وزارة الشباب والرياضة والإدماج المهني رياض شود.
وأشار رئيس الديوان، في تصريح إعلامي، على هامش ندوة صحفية عقدت اليوم الثلاثاء 16 مارس 2021 بتونس، للكشف عن أهم الخطوط العريضة للإستراتجية الوطنية لدعم التدريب المهني، أن المنظومة التشريعية الحالية تفترض وجود مستوى تعليمي معين من أجل الالتحاق بمنظومة التكوين المهني.
وأفاد في هذا السياق، بأن المنظومة التشريعية قد تقف حاجزا أمام طموح العديد من الشباب الذين يريدون تفادي مخاطر الانقطاع المدرسي وتعلم حرفة، لافتا إلى أن المدرسة التونسية تسجل سنويا قرابة 100 ألف منقطع عن الدراسة.
وأكد رئيس مشروع الاستراتجية بالوكالة التونسية للتكوين المهني، عماد شقرة، من جهته أن الاسترتجية تم انجازها في إطار منوال تشاركي بين مختلف المنظمات القطاعية والوزارات للتباحث حول حلول جذرية للنهوض بقطاع التكوين المهني وعرض النسخة النهائية من الاستراتجية على المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وأوضح عماد شقرة أن القائمين على إنجاز هذه الاسترتجية تطرقوا أولا إلى دراسة النقائص التي يشهدها قطاع التكوين المهني وتشخيصها وفق المقاييس المعتمدة من قبل منظمة العمل الدولية، لافتا إلى تسجيل العديد من النقائص في عدة مستويات.
ورصدت الاستراتجية الوطنية في هذا السياق، غياب رؤية مستقبلية واضحة واستراتجية عمل موحدة تتقاسمها الأطراف الفاعلة في إطار الحوار الاجتماعي على مستوى الحوكمة إضافة إلى وجود اطر تشريعية غير مواكبة للتغيرات والتطورات وضعف تمويل هذا القطاع.
كما تم التفطن إلى وجود خلل على مستوى التكوين والإشراف البيداغوجي على غرار نقص المراجع والمواصفات ورصد ظروف تدريب لا تضمن جودة التدريب بالإضافة إلى الاستعمال المفرط للتدريب المهني في غير سياقه. وأكد منسق مشروع التعاون الدولي “تثمين الكفاءات” بمنظمة العمل الدولية عدنان الشتوي، أن المنظمة عملت مع الوزارة منذ سنة 2019 على بلورة استراتجية وطنية لتطوير وتثمين التدريب المهني من خلال إرساء منظومة معادلة شهائد وطنية للكفاءة المهنية بالإضافة إلى إحداث منظومة رقمية للتوجيه والإرشاد المهني تهدف إلى تأطير المتربين والتنسيق بين مختلف الهياكل والمؤسسات المعنية.
وتسعى هذه الاستراتجية إلى إرساء تدريب مهني ذو جوده يحترم مراجع التكوين وحاجيات المؤسسات من الكفاءات فضلا عن تعميم التكوين المهني في جميع الجهات وتطويرآليات تمويل التدريب وتحفيز المؤسسات الاقتصادية على قبول المتدربين وتأطيرهم.
يذكر أن هذه الاسترتجية الوطنية تم انجازها بالتعاون مع مكتب العمل الدولي بتونس والوكالة التونسية للتكوين المهني والوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد العام التونسي للشغل وعدد من مراكز التكوين المهني.
وات