صفاقس: توزيع 500 مصيدة درينة و300 شبكة صيد على عدد من صغار البحارة في منطقة الكنايس
قامت جمعية تواصل الأجيال بصفاقس، في إطار اليوم العالمي للأرض وتنفيذا لأنشطة اتفاقية التصرف المشترك في المحمية البحرية الساحلية بجزر الكنائس التي كانت أبرمتها مع كل من وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي والصندوق المتوسطي “ماد فاند”، بتوزيع 500 مصيدة درينة و300 شبكة صيد على عدد من صغار البحارة المتعاطين لأنشطة الصيد الساحلي في منطقة الكنايس (معتمدية الغريبة) المصنفة منطقة بحرية محمية والمعروفة بثرائها البيولوجي وخصوصياتها الطبيعية الفريدة.
وتُوجّه مصائد الدراين (هيكل حديدي مغلق بشبكة) لصيد السلطعون الأزرق (سرطان البحر) الموجود بأعداد كبيرة في سواحل الجهة ويمكن تسويقه خارج حدود الوطن فضلا عن كون اصطياده مطلوب باعتباره يمكن من التقليص من أعداد هذا الكائن البحري الذي أضحى يشكل مصدر امتعاض للبحارة باعتباره يلتهم أصنافا من الأسماك ما انعكس على محاصيلهم ومردودية نشاطهم.
ويعتبر البحارة هذا الكائن البحري الدخيل الذي ظهر في السنوات الأخيرة في السواحل التونسية من أهم المشاكل إلى جانب سطوة مراكب صيد الجر التي تسببت في بطالة قسرية لعدد كبير من البحارة تضرروا وعائلاتهم منه بشكل مباشر.
وتختص الشباك الموزعة على البحارة في وهي من نوع شباك المبطن كتان بالأساس في صيد الشوابي بحسب ما أوضحه الباحث بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار نادر بالحاج حميدة لـ “وات” بالمناسبة.
جدير بالذكر أن الصيد بالدرينة على غرار عديد الأشكال الأخرى من أساليب الصيد التقليدي تشهد عودة في عدد من السواحل التونسية على غرار جزيرة قرقنة ومنطقة غنوش بولاية قابس وغيرها.
وقالت رئيسة جمعية تواصل الأجيال سناء كسكاس خلال موكب لتوزيع التجهيزات انتظم بفضاء الاستراحة بمنطقة الخوالة إن الغاية من هذا النشاط هو التشجيع على الصيد التقليدي ومقاومة الصيد الجائر سيستفيد منه 40 صيادا من مناطق الخوالة والغريبة والزبوسة والحشيشينة كدفعة أولى قابلة للتعميم والتوسيع في صورة نجاحها لتشمل صيادين آخرين من هذه المناطق ومن مناطق أخرى مجاورة.
وأضافت أن من أهداف هذا المشروع هو إحداث مجمع مهني ينخرط فيه عدد كبير من صغار البحارة، على غرار المجمع النسائي لمنتوجات البحر الذي أحدثته جمعية تواصل الأجيال في 2019 ويضم 40 امرأة تنشطن في مجال الصيد على الأقدام بما فيها جمع المحار والإخطبوط.
ومن أهداف المجمع هو تنظيم القطاع ومساعدة المهنيين على الانتقال من المجال غير المنظم حيث تمارس عديد الأنشطة غير القانونية التي تستنزف الثروات البحرية إلى المجال المنظم والمهيكل الذي تحترم فيه الضوابط البيئية والقانونية وتوفر فيه فرص أكبر لاستدامة النشاط وترويج المنتوج بشكل منتظم يوفّر موارد رزق قارة للمنخرطين فيه.
وعبّر عدد من البحارة الذين حضروا بأعداد كبيرة عن استيائهم من تراجع مردودية القطاع واستعدادهم للانخراط في أساليب الصيد التقليدي والتخلي عن الصيد العشوائي في صورة توفير الإمكانيات لهم كما انتقد البعض الآخر بشدة غياب الرقابة الأمنية على المراكب الكبيرة التي تمارس الصيد في الأعماق القصيرة وتضر بالثروة السمكية وبتجهيزات صغار البحارة.
ويعتبر أرخبيل الكنائس المتكون من أربع جزر (البصيلة والحجر واللبوة والغربية) من أهم المناطق الرطبة في العالم نظرا لتنوعها البيولوجي إذ تتوفّر على مخزون بحري ثري وتشكل ملاذا لآلاف الطيور المهاجرة التي تلجأ لها ومن بينها النورسيات والنعام الوردي فضلا عن أهميتها كمحمية بحرية ونباتية ثرية ومتنوعة واحتضانها لمواقع أثرية ما أهلها لتكون محمية طبيعية منذ سنة 1993.
والمنطقة مصنّفة منطقة ذات أهمية للحفاظ على الطيور زيكو، التي أعلنتها منظمة حياة الطيور الدولية في 2003 ومرسمة على قائمة رامسار (الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية) منذ سنة 2007 علما وانه تتضافر الجهود حاليا لتصنيفها كمنطقة محمية بحرية وساحلية وإرجاع تصنيفها كمنطقة متمتعة بحماية خاصة في المتوسط . “
وات