للعام الثاني على التوالي : انخفاض تلوث الهواء في تونس خلال الحجر الصحّي العام ( أرقام وبيانات )

صفاقس : ايقاف فنانة تشكيلية اثر رسم حائطي يناهض مصنع الموت "السياب"

إقرأ مقال سابق نشر في ماي 2020 : صفاقس : بالأرقام .. انخفاض تلوث الهواء خلال الحجر الصحّي العام

كشفت دراسة علميّة أعدها الدكتور عبد الرّزّاق عريف رئيس مصلحة التلوّث الهوائي و البحري بالمعهد الوطني للرصد الجوي خلال مشاركته بالمؤتمر الإلكتروني الدولي الرابع لعلوم الغلاف الجوي و المنعقد بالولايات المتحدة الامركيّة أيّام 16-31 جويلية 2021 بتحسّن ملحوظ في نسبة الملوّثات على مستوى سطح الارض بأغلب المناطق التونسيّة و خاصة منها الشمال و الوسط ان إذ لوحظ خلال فترات الحجر الصحي العام، إنخفاضا كبيرا لغاز ثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت نتيجة انخفاض الأنشطة البشرية بشكل رئيسي في العديد من المدن التونسية ولا سيما بالشمال و الوسط.

فقد بيّنت هذه الدراسة المنشورة بالمجلة العلمّية الامريكية (1) – وقائع العلوم البيئية – Environmental sciences prodeedings ، النتائج التالية:

فقد تحسنت جودة الهواء بشكل ملحوظ خلال فترة الحجرالصحّي العام في أغلب دول العالم حيث أشار علماء الناسا بظهور إنخفاضا في تلوث ثاني أكسيد النيتروجين لأول مرة بالقرب من ووهان ، شمال إيطاليا وفرنسا ، وشهدوا انخفاضًا بنسبة 50 ٪ تقريبًا من إنبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين خلال فترة الحجر الصحّي الأول (مارس – أفريل ، 2020) ثم ظهور إنخفاضا في إنبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين بنحو 30٪ في الصين.

كما أظهر ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون انخفاضًا ملحوظًا في شمال ووسط تونس بأكثر من 40٪ خلال هذه الفترة ، ويرتبط بشكل أساسي بأنخفاض الانبعاثات المتسببة من حركة التنقل على الطرقات وبسبب المصانع المسببة في إنبعاثاث الكثير من الملوثاث و خاصة منها المنتصبة بالشمال و مناطق الجنوب الشرقي بصفاقس و قابس. بالإضافة إلى ذلك ، لوحظ إنخفاضا في تركيز الغازات الملوثة هذه بنحو 50٪ خلال الموجة الوبائية الثالثة ، خلال الفترة من جانفي إلى أفريل 2021. ونتيجة لذلك تحسنت جودة الهواء بشكل كبير في تونس وحول العالم.

للقيام بهذه الدراسة العلميّة وقع إستعمال قياسات الأقمار الصناعية قبل وبعد هذه الجائحة و تعتبرتونس الكبرى (أريانة ، بن عروس ، منوبة ، تونس) الأكثر تضررًا من فيروس كورونا منذ بداية هذا الوباء بما أنها تتميّز بتكتل كبير و مهمّا من السكان حيث يتعاسش قرابة أربع ملايين نسمة أي ثلث سكان البلاد التونسيّة وتتميز هذه الولايات الاربع بنشاط صناعي كبير.

فقد أوضحت الأشكال من 1 إلى 4 التوزيع الزمني لمتوسط ​​التركيزات الشهرية لهذه الملوثات على مستوى الأرض لجميع المناطق التونسية للسنوات 2019 و 2020 و 2021. ويتضح لنا من خلال هذه الأشكال أن غالبية أشهر العامين 2020 و 2021 أظهرت انخفاضًا في تركيز الملوثات الثلاثة مقارنة بالسنة السابقة وهي ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون ، في حين لوحظ ارتفاعا طفيفا في غاز الأوزون. في مقارنة بين الفترة الأولى لجائحة كورونا سنة 2020 ونفس الفترة من العام السابق أي سنة 2019 ، فقد أظهر تركيز ثاني أكسيد الكبريت انخفاضًا حادًا في معظم المناطق التونسية ، حيث انخفض ما بين 50٪ و 74٪ لعام 2020 وما بين 46. ٪ و 80٪ لعام 2021 (الشكل البياني 1). كان متوسط ​​التركيز الشهري لهذا الغاز في أفريل 2020 ، الشهر الذي تميز بالحجر الصحي في تونس ، 3.85 ميكروغرام / م مكعب ، وكان 1.35 ميكروغرام / م مكعب لعام 2021. وظهر الحد الأقصى في تونس الكبرى حيث بلغ متوسط ​​تركيز هذا الملوّث بهذه المنطقة 28.84 ميكروغرام / متر مكعب و 3.66 ميكروغرام / متر مكعب لشهر أفريل 2020 و 2021 على التوالي. كان الحد الأدنى في منطقة سليانة بشمال البلاد التونسية ، بمتوسط ​​1.48 ميكروغرام / م مكعب و 0.58 ميكروغرام / م مكعب في منطقتي القصرين وتالة لشهر أفريل 2020 و 2021 على التوالي.

الشكل البياني 1: المعدّل الشهري لتركيز ثاني أكسيد الكبريت على مستوى سطح الارض بالبلاد التونسية للمدة 2019-2021.
الشكل البياني 1: المعدّل الشهري لتركيز ثاني أكسيد الكبريت على مستوى سطح الارض بالبلاد التونسية للمدة 2019-2021.

بالإضافة إلى ذلك ، تميزت جميع المناطق التونسية بانخفاض ثاني أكسيد النيتروجين من جانفي إلى أفريل 2020 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق ، مما يظهر انخفاضًا بين 24٪ و 61٪ لعام 2020 وما بين 27٪ و 52٪ لعام 2021 (الشكل البياني 2). كان متوسط ​​التركيز الشهري لهذا الغاز لشهر أفريل 2020 هو 4.69 ميكروغرام / متر مكعب و 2.49 ميكروغرام / متر مكعب لشهر أفريل 2021. وكان الحد الأقصى في منطقة تونس الكبرى بمتوسط ​​22.49 ميكروغرام / متر مكعب و 11.1 ميكروغرام / متر مكعب لشهر أفريل 2020 و 2021 على التوالي. كان الحد الأدنى في منطقة قبلي بمتوسط ​​0.44 ميكروغرام / متر مكعب و 0.61 ميكروغرام / متر مكعب لشهر أفريل 2020 و 2021 على التوالي.

الشكل البياني 2: المعدّل الشهري لتركيز ثاني أكسيد النيتروجين على مستوى سطح الارض بالبلاد التونسية للمدة 2019-2021.
الشكل البياني 2: المعدّل الشهري لتركيز ثاني أكسيد النيتروجين على مستوى سطح الارض بالبلاد التونسية للمدة 2019-2021.

من ناحية أخرى ، سجلت المناطق التونسية ارتفاعا طفيفا في تركيز الأوزون من شهر جانفي إلى أفريل 2020 مقارنة بالفترة نفسها من السنة السابقة ، حيث أظهرت إرتفاعا بين 1٪ و 23٪ لسنة 2020 وما بين 4٪ و 6٪ لسنة 2021 ما عدا شهر مارس 2021 حيث سجل انخفاضًا بنسبة 2٪ (الشكل البياني 3). كان متوسط ​​التركيز الشهري لهذا الغاز 59.26 ميكروغرام / م مكعب لشهر أفريل 2020 و 62.77 ميكروجرام / م مكعب لنفس الشهر في عام 2021. وكان الحد الأقصى بجزيرة جربة بمتوسط ​​80.42 ميكروجرام / م مكعب و 80.74 ميكروجرام. / م مكعب في منطقة قليبية لشهر أفريل 2020 و 2021 على التوالي. كان الحد الأدنى في منطقة تونس الكبرى بمتوسط ​​33.50 ميكروغرام / متر مكعب و 42 ميكروغرام / متر مكعب في منطقة جندوبة لشهر أفريل 2020 و 2021 على التوالي.

الشكل البياني 3: المعدّل الشهري لتركيز غاز الاوزون على مستوى سطح الارض بالبلاد التونسية للمدة 2019-2021.
الشكل البياني 3: المعدّل الشهري لتركيز غاز الاوزون على مستوى سطح الارض بالبلاد التونسية للمدة 2019-2021.

أخيرًا ، سجلت المناطق التونسية انخفاضًا في تركيز أول أكسيد الكربون من شهر جانفي إلى أفريل 2020 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق ، حيث أظهر انخفاضًا بين 11٪ و 35٪ لسنة 2020 وبين 1٪ و 21٪ لسنة 2021 ، باستثناء شهر فيفري 2021 حيث أظهر ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 3٪ (الشكل البياني 4). كان متوسط ​​التركيز الشهري لهذا الغاز 164.86 ميكروجرام / م مكعب لشهر أفريل 2020 و 145.94 ميكروجرام / م مكعب لنفس الشهر عام 2021. وكان الحد الأقصى في منطقة تونس الكبرى بمتوسط ​​361.00 ميكروجرام / م مكعب و 265.43 ميكروجرام / م مكعب لشهر أفريل 2020 و 2021 على التوالي. كان الحد الأدنى في منطقة البرمة بمتوسط ​​129.45 ميكروجرام / متر مكعب و 120.57 ميكروجرام / متر مكعب لشهري أفريل 2020 و 2021 على التوالي.

الشكل البياني 4: المعدّل الشهري لتركيز أول أكسيد الكربون على مستوى سطح الارض بالبلاد التونسية للمدة 2019-2021.
الشكل البياني 4: المعدّل الشهري لتركيز أول أكسيد الكربون على مستوى سطح الارض بالبلاد التونسية للمدة 2019-2021.

يبدو أن جودة الهواء قد تحسنت في جميع المناطق تقريبًا بعد إدخال التدابير الحكومية الوقائية لوباء كورونا. وهكذا ، تظهر هذه الدراسة أن الحد التدريجي للنشاط الصناعي وحركة تنقّل السيارات في تونس الناجم عن التدابير الوقائية لوباء كورونا قد صاحبه انخفاضا واضحا في تلوث الهواء ومؤشر جودة الهواء في المناطق التونسية. بعبارة أخرى ، أعادنا تأثير هذا الفيروس الرهيب إلى هواء أنظف.

 

 

(1): المرجع:

The Air Quality during the Confinement and Coronavirus 2020–2021 Period: The Case of Tunisia, Environ. Sci. Proc.,  2021, 8, 9. https://doi.org/10.3390/ ecas2021-10328

 

قد يعجبك ايضا