معرض ‘Ex situ/In situ’ للفنانة التشكيلية غادة بوزقندة.. ‘المدينة العربي’ تُزَفّ عروسا بروح الفن وعطر الفنان

عندما تتجول في الاروقة التي احتوت اعمال الفنّانة غادة بوزقندة بمناسبة معرضها الفردي بالمركب الثقافي فندق الحدادين في المدينة العتيقة بصفاقس او “البلاد العربي” كما يحلوا لزوارها تسميتها، في صبيحة يوم شتوي من شهر جانفي 2022 يسترعى انتباهك 21 لوحة فنية جمعت بين الصور التشكيلية والمحامل الورقية والستائر البلاستيكية وعروض الفيديو لكأنها ديكور شريط سينمائي يعد للاحتفاء بالمدينة، حيث انتصبت صور نجار الجبوس و”صناعي البلغة العربي” في غرفة تفتح على أخرى بصور “موزعات النقود” ترشقها على جبين المدينةـ ولكن أنَّا لها ذلك فحواشي فستان الزفة الأبيض احترقت لمَّا التصقت بجدران السور الأسود واختنقت بروائح الفضلات المتناثرة … رغم بصيص الامل في اطار حياة افضل… هكذا رأيتني اتغنى او أهذي ربما لما دغدغت اللوحات التشكيلية ما يختلج في صدري من حب للمدينة وحزن على حالها وحال البلد.

اثبتت اعمال غادة بوزقندة – التي جمعت بين الاصالة مبدئا وبين السياقية منهجا وبين التشكيل سبيلا – ان الخوض في مشاغل المدينة والالتزام بتحديات المجتمع هو مركز الفعل الإبداعي فتراها تقترب من المتلقي، تارة بين ازقة المدينة وأسبطتها ودكاكينها لتنقل ما انطبع في وجدانها وتخلد بين اضلعها، وطورا خارج موقع الممارسة الفنية لينتصب عملا ثقافيا يحفظ ذاكرة المدينة ورموزها وتراثها المادي واللامادي.

وفعلا، “يتشكل هذا المعرض الفردي تصورا شخصيا لمفهوم العلاقة الجمالية على أنه تصور لفن يمكن أن ينتج علاقات إنسانية، فالفضاء الخارجي بمثابة ميدان تجارب اجتماعية لا ينضب وفضاء اجتماعيا قادرا على توليد مشاركة” التقاسم”.. او هكذا همست لنا الفنانة بمناسبة “زفة المدينة”.