صفاقس: الوحدات الأمنية ترفّع من نسق حملاتها الموجهة لمقاومة الهجرة غير النظامية

المهاجرين غير النظاميين إفريقيا جنوب الصحراء صفاقس

 

رفّعت الوحدات التابعة للأمن والحرس الوطنيين في اليومين الأخيرين من نسق حملاتها الموجهة لمقاومة الهجرة غير النظامية في ولاية صفاقس والتصدي لكل المظاهر اللّاقانونية والإجرامية خاصة في منطقة باب الجبلي.

وأسفرت هذه الحملات التي شملت مدينة صفاقس وعددا من المعتمديات الأخرى ولا سيما على السواحل الشمالية باتجاه معتمديتي جبنيانة والعامرة بالتنسيق بين الشرطة والحرس، عن حجز مراكب حديدية معدّة للهجرة السرية وما تناهز قيمته مليون دينار من العملة، والاحتفاظ بعدد من المشاركين في عمليات اجتياز الحدود البحرية بطريقة غير قانونية، ومنظمي هذه العمليات والوسطاء والمنخرطين في عمليات متاجرة بالأشخاص عابرة للأوطان، بحسب الناطق الرسمي للحرس الوطني العميد حسام الدين الجبابلي.

وتمكنت الوحدات الأمنية خلال هذه الحملات من إحباط 14 عملية اجتياز للحدود البحرية من مناطق مختلفة لولاية صفاقس في ظرف 12 ساعة، وقد شارك فيها 300 شخص مجتاز منهم 33 تونسيا والبقية من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، كما اقترنت هذه الحملات بعمليات احتفاظ بأشخاص تورطوا في عمليات الاعتداء على وحدات الحرس البحري ومراكبه البحرية، فضلا عن مداهمات لمخازن وورشات عشوائية لصناعة القوارب وإصلاح المحركات وبيعها.

وقال الجبابلي في تصريح أدلى به اليوم الاثنين لصحفي وكالة تونس افريقيا للانباء، على هامش عملية أمنية متواصلة في حديقة رباط المدينة بمنطقة باب الجبلي التي تحوّلت فضلا عن انعكاساتها البيئية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية السيئة إلى مكان تُبرمج فيه وتُنسّق عمليات الهجرة غير النظامية، وفق قوله.

ولفت الناطق الرسمي للحرس الوطني إلى تصاعد منسوب العنف المرافق لتواجد المهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء سواء فيما بينهم او ضد التونسيين وحتى ضد الوحدات الأمنية، مشيرا في هذا الصدد إلى سلوك عدم الالتزام والامتثال للوحدات الأمنية من طرف المشاركين في عمليات الهجرة الذين اعتدوا بالعنف في عرض البحر على الزورق البحري والعناصر الأمنية على متنه.

ونبّه إلى أن من بين المهاجرين غير النظاميين الموجودين والذين قطعوا ألاف الكيلومترات قادمين من بلدان المنشأ أشخاص عنيفون للغاية كانوا ساهموا في عمليات تطهير عرقي في بلدانهم، وفق قوله، واضاف انهم يسعون إلى الهجرة باتجاه أوروبا أو استغلال بعض المنظمات في إعادة توطينهم في تونس، واعتبر أن مثل هذه الظواهر الخطيرة هي التي تفسّر تصاعد وتيرة الحملات الاستباقية التي تواصل وحدات الأمن بمختلف اختصاصاتها، القيام بها، بما يحول دون مزيد استفحالها، منبّها في ذات الوقت من استنزاف جهد هذه الوحدات.

وشدّد الجبابلي على ضرورة أن لا يستمر الوضع في منطقة باب الجبلي على ما هو عليه الآن باعتبار اقتراب العودة المدرسية وفصلي الخريف والشتاء وبالنظر إلى حجم الفوضى والأضرار التي لحقت أصحاب المحلات الذين اكتسح المهاجرون غير النظاميين مداخلها وتسبّبوا في تراجع أنشطتها.

وقال إنه على منظمات المجتمع المدني أن تقدم مبادرات وحلول لتطويق الوضع وحلحلته والحيلولة دون انتشاره واستفحاله أكثر معتبرا أنه باستثناء الهلال الأحمر التونسي، استقالت المنظمات من دورها ولم تقدم ما قدمتها مثلا في 2011 في مخيم الشوشة، بحسب تعبيره.

جدير بالذكر أن ظاهرة تركّز مئات المهاجرين غير النظاميين في حديقة رباط المدينة في منطقة باب الجبلي وتدهور الوضع الانسائي والبيئي فيها يتواصل منذ بداية شهر جويلية إثر موجة من أعمال العنف والاشتباكات مع المواطنين في عدد من الأحياء والمناطق ذات الكثافة السكنية جراء تكاثر المهاجرين بشكل عشوائي وبروز عديد الإشكاليات الاجتماعية كنتيجة لذلك.

ويتواصل يوميا منذ سنوات توافد العديد من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء على مدينة صفاقس ومعتمدياتها ومدنها الساحلية ولا سيما قرقنة وسيدي منصور وجبنيانة والحزق والعامرة وغيرها التي تحولت إلى منطقة انطلاق لآلاف عمليات الهجرة غير النظامية باتجاه الفضاء الأوروبي.

قد يعجبك ايضا