منتدى الدوحة 2023 يختتم أعماله بالدعوة إلى حلول عاجلة للقضايا العالمية لضمان بناء مستقبل مستدام ومشترك للبشرية
اُختتمت اليوم في قطر، أعمال منتدى الدوحة في نسخته الحادية والعشرين، والتي انعقدت تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى. وشهد المنتدى الذي أصبح يمثل منصة عالمية رائدة للحوار والدبلوماسية على مدى يومين نقاشات وحوارات مُعمقة بين دبلوماسيين كبار وأبرز الخبراء وقادة الرأي وصناع التغيير في العالم حول مجموعة من التحديات والقضايا الملحة التي تواجه عالمنا اليوم، وذلك كله تحت مظلة شعار نسخة هذا العام من المنتدى العالمي، وهي “بناء مستقبل مشترك”. واستقطب المنتدى السنوي هذا العام 3500 ضيف ينتمون لأكثر من 120 دولة ضمنهم أكثر من 270 متحدثًا.
واُختتم المنتدى بكلمة من سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية قال فيها: “بينما نسدل الستار على منتدى الدوحة لهذا العام، أجدني أشعر بالامتنان إزاء هذا الثراء الذي ميَّز نقاشاتنا والتزامنا ببناء مستقبل قادر على الصمود وأكثر تعاونًا بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط والعالم. وبينما نمعن النظر في الرؤى القابلة للتنفيذ التي تتأتى من هذا المنتدى، فإن قوة هذه اللحظة تكمن في قدرتنا على ترجمة المعرفة إلى أفعال. والآن هو الوقت الأنسب للقيام بذلك.”
وكانت جلسات وفعاليات المنتدى قد شهدت حضورًا دبلوماسيًا رفيع المستوى، وهو ما يعكس المكانة العالمية التي بات يمثلها المنتدى كمنصة للحوار، حيث استقطبت نسخة هذا العام مجموعة من أبرز القادة والمسؤولين في العالم شملت فخامة الدكتور حسين علي مويني رئيس زنجبار، ودولة السيد محمد اشتية، رئيس الوزراء بدولة فلسطين، وسعادة السيد أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وسعادة السيد حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إيران، ومعالي السيد أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية وسعادة السيد سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا، وسعادة السيد علي صبري، وزير خارجية سريلانكا، وسعادة السيد أليبك كوانتيروف، وزير الاقتصاد الوطني في كازاخستان، وسمو الأمير زيد بن رعد الحسين، رئيس المعهد الدولي للسلام، وسعادة السيد حسام زملط، السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، وسعادة الدكتور ناصر ياسين، وزير البيئة في لبنان، وغيرهم من الساسة وصنّاع القرار حول العالم.
وانطلقت أعمال المنتدى في يومه الثاني بجلسة نقاشية جاءت تحت عنوان “الناس أولاً: الدبلوماسية الإنسانية في عالم يعج بالتحديات”، واستعرضت أحدث الاتجاهات والتحليلات والتحديات التي تعيق العمل الإنساني والفرص التي يمكنها أن تصنع الفارق المنشود في هذا الجانب. وقد عقدت الجلسة بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة للتنسيق للشؤون الإنسانية (أوتشا).
وفي هذا السياق أكد سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية أننا “نعيش في عالم تسوده تحديات غير مسبوقة، ومن ثم يجب علينا أن نتكاتف للتغلب على تلك العقبات التي تعيق قدرتنا على توفير المساعدات لهؤلاء الذين هم بحاجة إليها.”
وعلَّق مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ قائلاً: “بينما نقترب من بداية عام 2024، هناك ما يقرب من 300 مليون شخص حول العالم بحاجة إلى مساعدات إنسانية، أي ما يعادل تعداد ثالث أكبر دولة سكانًا في العالم. صحيح أن المساعدات الإنسانية لا يمكنها أن تكون هي الحل الشامل، لذلك ينبغي على الجميع أن يكونوا جزءًا من هذه العملية. وهي عملية نتشاركها منذ البداية، وقد حان الوقت لنجعل ذلك حقيقة واقعة، ولا نكتفي بالنقاشات.”
وفي الجلسة الأولى لصانعي الأخبار ضمن أعمال المنتدى اليوم، قال سعادة السيد جاي رايدر، وكيل الأمين العام لشؤون السياسات، بالمكتب التنفيذي للأمين العام التابع الأمانة العامة للأمم المتحدة: “نعيش اليوم في عالم يخوض تحديات متعددة ومتزامنة. ونواجه أزمات حروب، وأزمات إنسانية غير مسبوقة، بالإضافة إلى التحديات البيئية وقضايا التنمية. وبالرغم من جهودنا، لا يزال هناك تقصير في إيجاد حلول ناجعة لهذه الأزمات. الأمم المتحدة، في جوهرها، تعكس إرادة وأفعال دولها الأعضاء، ولا يمكن لها أن تكون أكثر من ذلك، وعلى الرغم من هذا الواقع، تظل منصة حيوية للتعاون الدولي”. وأضاف أن الأمم المتحدة قد دعت إلى قمة مستقبلية في سبتمبر المقبل تهدف إلى إعادة تنشيط المنظمة.
وفي جلسة نُّظمت بالشراكة مع مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية ومشروع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وحملت عنوان “فلسطين أزمة عالمية: فهل من حلٍ عالمي؟” أكد سعادةُ السيِّد حسام زملط، سفير دولة فلسطين لدى المملكة المُتّحدة، على أن السياسيين الذين يصبون جل تركيزهم على” فترة ما بعد الحرب” يتجاهلون المشكلة الأكثر إلحاحًا في غزة اليوم.
وقال: ” من الضروري أن نركز حديثنا على اللحظة الحالية، وأن يتحقق وقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم ، فمع كل يوم يمضي، تتفاقم الأزمة أكثر فأكثر، مما يزيد من التكاليف، والوضع قد خرج بالفعل عن السيطرة.” وأضاف: “يجب أن نتحدث أيضًا عن اليوم الذي سبق وليس اليوم الذي يلي. يجب أن تتركز محادثاتنا على الحصار والاستيطان والاحتلال والعنف وعلى نظام نتنياهو الذي يقوض أي عنصر من عناصر حل الدولتين”.
كما انتقد السفير زملط ما أسماه الحكومات التي تلقي علينا محاضرات حول حل الدولتين دون الاعتراف بدولة فلسطين، مشيرًا إلى أن “الشعب الفلسطيني هو وحده من يقرر من يمسك بزمام السلطة، لم يكن في تاريخنا رئيس لم يختره شعبه”.
واختتم بالإشارة إلى أن الحركات حول العالم التي تدعو إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال غير مسبوقة، قائلًا: “يمكننا جعل هذه الأوقات العصيبة نقطة تحول تاريخية، بتحويل المأساة الحالية إلى فرصة هامة للتغيير. وهذا أمرٌ ممكن، لأن شعوب العالم، من خلال تضامنها وجهودها، لأن شعوب العالم ستسحب الأوكسجين الذي يتنفسه هذا الاحتلال”.
وحذر دانيال ليفي، رئيس مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية ، قائلاً: “يشهد الوضع تدهورًا متزايدًا يومًا بعد يوم، مع استمرار تزويد إسرائيل بالأسلحة واستخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي لصالحها، من المتوقع أن تتخذ إسرائيل تدابير أكثر تطرفًا وخطورة. لا بد من فرض المساءلة بصرامة، إذا أردتم إحداث تغيير في توجهات إسرائيل، يجب أن يتم فرض عواقب واضحة وملموسة لأفعالها. لكن للأسف، تُظهر الولايات المتحدة عجزًا ملحوظًا في تحميلها هذه المسؤولية”
وأضاف قائلاً: “من المهم أن يكون هناك أصوات يهودية ترفع شعار” ليس باسمي”، أولئك الذين يؤكدون أن هذا الصراع لا يمكن أن يكون حربًا دينية ويرفضون بالتالي أن يتم التصرف أو التحدث نيابة عنهم”.
من جهتها، قالت الدكتورة كومفورت إيرو، الرئيس التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية: “نحن نواجه أزمة في عملية صنع السلام نفسها، وغزة هي خير دليل على ذلك، ولا دور فعال لمجلس الأمن. هذه المشكلة لم تظهر فجأة فيما يتعلق بالمسألة الإسرائيلية-الفلسطينية فحسب، بل برزت أيضًا في الأزمة الأوكرانية وفي العديد من النزاعات الأخرى. هناك نقص واضح في القيادة الفعّالة، وسيأتي وقت الحساب عاجلاً أم آجلاً لكل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة. كما سيتم محاسبة الآخرين، الذين بقوا في موقف المتفرجين دون اتخاذ خطوات فعّالة نحو تحقيق حل الدولتين.”
أما الجلسة النقاشية التي حملت عنوان “تأمين البيانات في عصر يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي”، فقد استعرضت التحديات والاستراتيجيات المتعلقة بكيفية ضمان الخصوصية داخل أنظمة الذكاء الاصطناعي، فيما تناولت بالنقاش آفاق الضمانات التقنية والاعتبارات الأخلاقية. وأوضح سعادة المهندس عبدالرحمن علي المالكي، رئيس الوكالة الوطنية للأمن السيبراني في قطر أن الذكاء الاصطناعي يتجاوز حالياً عمليات التقنين والتنظيم قائلاً: “في المستقبل القريب، سيكون من الصعب الاتفاق على اللوائح المنظمة لعمليات استخدام الذكاء الاصطناعي نظراً لأنه يتطور ويتغير بوتيرة متسارعة.”
وقال المهندس عمرو عوض الله، الرئيس التنفيذي لشركة فيكتارا: “إن إحدى القضايا الرئيسية لأنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة هي “الهلوسة” … فهذه النماذج تختلق معلومات وتكذب بطريقة مقنعة، وهذا هو أكبر عائق لاستخدام هذه التكنولوجيا في بناء الأعمال”.
وأضاف عوض الله: “هناك مشكلة أخرى في أنظمة الذكاء الاصطناعي وهي القدرة على الشرح، فهي بحاجة إلى أن تشرح كيف ولماذا توصلت إلى هذا الحل، ولماذا هذا هو التشخيص الصحيح.” وقد عقدت الجلسة بالشراكة مع الوكالة الوطنية للأمن السيبراني.
وشهدت الجلسة التي أقيمت برعاية مركز ويلسون والتي جاءت بعنوان “نحو عالم متعدد الطبقات: إعادة نظر في التحالفات” نقاشات بين المشاركين حول ما إذا كان التحول إلى تحالفات إقليمية وداخلية على أساس قضايا معينة يمكن أن يكون بمثابة نقطة انطلاق لحلحلة الجمود في المنظمات متعددة الأطراف. وعلق سعادة السيد تيم واتس، مساعد وزير الخارجية الأسترالي قائلاً: “حين تنظر أستراليا إلى العالم وما نود أن يكون عليه النظام الدولي، فإننا نريد عالمًا يعمه السلام والازدهار والأمن، ويستند إلى معايير وقواعد وقانون دولي متفق عليه. ولكن الأهم من ذلك أن يكون عالمًا تستطيع فيه كل دولة اتخاذ قراراتها بنفسها.”
وأشارت سعادة السيدة فيلي سكيناري، وزيرة التعاون الإنمائي والتجارة الخارجية الفنلندية سابقًا، إلى أن عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي هي خطوة تالية وطبيعية، قائلة “إنها ليست موجهة ضد أي أحد، بل هي خطوة تالية. وهي فقط لإقناع أنفسنا بأن فنلندا تسهم في إرساء الأمن وليست مجرد مستفيدة منه.”
وفي ظل التقديرات الحالية التي تشير إلى ارتفاع محتمل في درجة حرارة العالم بمقدار 1.5 درجة مئوية، استعرض المشاركون في جلسة “إدارة مستقبلنا المناخي” بعض المخرجات والنتائج التي تم التوصل إليها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الأخير، وكيف لنا أن نضع البشرية على المسار الصحيح نحو النمو الأخضر المستدام واستدامة المناخ. وكان مركز “ستيمسون”، هو شريك منتدى الدوحة لهذه الجلسة.
وعبَّرت سعادة السيدة ماريا فرناندا إسبينوزا، وزيرة الخارجية والدفاع السابقة في جمهورية الإكوادور والرئيسة السابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة عن إحباطها قائلة إن كوكب الأرض يمكنه أن يعيش بشكل جيد من دوننا، ولكننا لا نستطيع العيش من دون كوكب الأرض… والحقيقة هي أن ذلك صحيح. وبعد 28 مرة من اجتماعات مؤتمر الأطراف، ما زالت انبعاثاتنا تتزايد بشكل مطرد، وعلينا أن نُفعِّل حالة الطوارئ. وأضافت: “نريد رفع سقف الطموح ولكن لا طموح دون توفير وسائل التنفيذ التي تحتاجها البلدان النامية.”
وأكدت السيدة تشيدو مبيمبا، مبعوثة الاتحاد الأفريقي للشباب: “إننا نعقد كل هذه الاجتماعات لمؤتمر الأطراف سنة بعد أخرى ولكنها بحاجة إلى خطة تنفيذية ملائمة وإجراءات تستند إلى حالة طوارئ.”
وفي جلسة حملت عنوان “حوار متعدد الأطراف حول الأمن الإقليمي والدبلوماسية”، شدَّد كل من الدكتور هوياو وانج، مؤسس ورئيس مركز الصين والعولمة- وهو شريك الجلسة بجانب معهد الشرق الأوسط- والمستشار السابق لمجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية، والدكتور جاستن فايس، مؤسس ومدير منتدى باريس للسلام، على الحاجة الماسة إلى إطلاق حوار متعدد الأطراف وشامل لمواجهة الصراعات والتوترات المتزايدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأشار الدكتور وانج: “هناك فقدان للثقة في جميع اللاعبين الكبار بشأن إمكانية التوصل إلى حل. إن الصين يمكنها أن تؤدي دورًا أكبر الآن. فهي تمارس الأعمال الاقتصادية، ولا تحتل الدول ولم تواجه هذه المشكلات قط. كان السعوديون والإيرانيون يتحدثون عن إنهاء المنافسة بينهما، لكن من الذي استطاع أن يصنع اتفاق سلام يجمعهما؟ وحين جلست الصين إلى الطاولة، تم التوصل إلى اتفاق.”
وأضاف الدكتور فايس: “كان هناك شعور بأن الاستقرار قد يسود بعد اتفاقيات إبراهيم ولكننا الآن نرى أن ذلك لم يحدث. إن السلام بين الإسرائيليين والعرب لا يعني أنه سلام بين الطرف الإسرائيلي والطرف الفلسطيني. لقد حدث ذلك بين مصر وإسرائيل منذ مدة طويلة، وهناك دائمًا فكرة مفادها أن السلام العربي مع إسرائيل يعني أنه ينبغي أن يوجد سلام مع فلسطين، ولكن الأمر لم يكن كذلك.”
وتناولت جلسة “ابتكار اللقاحات ومرونة منظومة الصحة العالمية: دروس مستفادة من كوفيد-19 وما بعده” بالنقاش دور اللقاحات في أنظمة الرعاية الصحية وتطويرها وتوزيعها، مع تسليط الضوء على الدروس المستفادة من كوفيد-19 وخطط الطوارئ الصحية المستقبلية. وقد عقدت هذه الجلسة بإدارة وشراكة مؤتمر القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”.
وعلَّق البروفيسور السير أدريان هيل، مدير معهد جينر بجامعة أكسفورد قائلاً: “كان كوفيد-19 كارثة عالمية من نواح عدة، ولكن بالنسبة لهؤلاء الذين شاركوا منا في تطوير اللقاحات، فقد وفر تمويلًا لم يُتح لنا من قبل وفهمًا عالميًا لما يمكن للقاحات فعله وما لا يمكنها فعله”، مضيفًا أن تطوير لقاح الملاريا استغرق 30 عامًا. وقال: “كانت هناك الكثير من نقاط التعلم من جائحة كوفيد، وأولى هذه النقاط هي أنه يمكننا تطوير اللقاحات بشكل أسرع كثيرًا مما نفعل عادة.”
وقالت السيدة روزالين موروتا، رئيس مجلس إدارة الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا: “نحن بحاجة إلى آليات تعمل فيها الوكالات معًا تمامًا كما فعلت خلال جائحة كوفيد، حينما تعاونت جميع المنظمات الصحية الرئيسية متعددة الأطراف تعاونًا وثيقًا للغاية وبطريقة ربما لم تفعلها من قبل وذلك لضمان تحقيق المزيد من التأثير.”
وخلال إطلاقها للمؤشر الاقتصادي للجاهزية للمستقبل 2023، وهو تقرير خاص بدعم من شركة جوجل وأصدره معهد ديكارت بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات في دولة قطر، كشفت جلسة “بناء اقتصاد رقمي: هل بلدك جاهز للمستقبل؟” عن نتائج وخلاصات وتصنيفات ذات أهمية.
وتحدث المهندس أحمد عبدالله المسلماني، رئيس هيئة تنظيم الاتصالات في قطر عن استخدام قطر للاتصالات الرقمية لتوفير تجربة أفضل للجماهير خلال بطولة كأس العالم 2022 التي استضافتها قطر. وأضاف: “هناك مثال ناجح آخر للتحول الرقمي وهو جهد كبير بذلته الحكومة القطرية للانتقال إلى البيئة السحابية. ولدينا اليوم أكثر من 40% من الخدمات التي يتم استهلاكها مدعومة بالذكاء الاصطناعي.”
وأشار الدكتور برونو لانفين، مؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد ديكارت: “إن الدول الناجحة على صعيد الجاهزية للمستقبل مثل سنغافورة، تتبنى نهجًا شموليًا. فالأمر لا يتعلق بأن تكون الدولة رائدة في تقنيات معينة ولكن بفهمها التأثير الواسع لذلك على التعليم والقدرة التنافسية الدولية وغير ذلك من عناصر. إنه منظور شامل”.
خلال جلسة “دور الوكالة الحكومية والمؤسسات متعددة الأطراف في عصرٍ متغيّر” طرح المشاركون تساؤلات حول كيفية تعامل دول الخليج وأوروبا مع التغيرات في النظام الجيوسياسي العالمي، مع تبنّي تحول متعدد الأقطاب والتركيز على تعزيز دور المؤسسات الدولية ومتعددة الأطراف لتحقيق الاستقرار خلال الأزمات.
قالت فخامة الدكتورة فيوسا عثماني سادريو رئيسة جمهورية كوسوفو: “على الرغم من كل ما نواجهه، من الضروري أن نضمن ألا يضطر أطفالنا وأطفال العالم إلى المرور بما واجهناه من صعوبات. ولهذا السبب، علينا أن ندرك أن الأساس الحقيقي للسلام ليس الانتقام، بل العدالة.”
وبينما يشهد السودان حربًا أهلية مدمرة خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين، وخصوصًا في الخرطوم ودارفور، فقد نظمت مجموعة الأزمات الدولية جلسة جاءت بعنوان “السودان في حالة حرب”، وتم خلالها استعراض الاستراتيجيات الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار بشكل دائم. كما سلطت الضوء على ضرورة تنفيذ سياسات فاعلة واستكشاف السبل الكفيلة بالتقليل من آثار النزاعات السياسية.
أكدت “هنا تيته” مبعوثة سكرتير عام الأمم المتحدة الخاصة للقرن الإفريقي، على أنه “يجب أن يكون وقف إطلاق النار غير مشروط، لكن من المهم أيضًا الاعتراف بأن حكومة السودان يجب أن تمثّل الشعب السوداني، ولهذا السبب ينبغي استشارة الفاعلين المدنيين كجزء من هذه العملية لتحقيق النتيجة المرجوة.'”
في ثاني مقابلات صانعي الأخبار، لليوم، تحدث سعادة الدكتور حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية في إيران، حيث أكد على موقف إيران تجاه أزمة غزة، موضحًا أنه “طبقًا للقانون الدولي، يتعين على إسرائيل، في حالة رغبتها في الرد، الالتزام بمبدأي التمييز والتناسب. ويجب عليهم التفريق بين الأهداف العسكرية وغير العسكرية”.
وتابع قائلاً: ‘الأمر الوحيد المشترك بيننا وبين النظام الإسرائيلي المحتل هو عدم إيماننا بحل الدولتين. يجب أن يكون هناك نظام حكم واحد في الأراضي الفلسطينية. إسرائيل أيضًا تؤمن بهذا. لقد تم تجاهل حل الدولتين في عهد بايدن، ينبغي أن يكون للسكان الأصليين في فلسطين، سواء كانوا يهودًا أو مسيحيين أو مسلمين، الحق في تقرير مستقبل ومصير بلادهم.”
ولدى سؤاله عن العلاقات الإيرانية مع بقية دول المنطقة، قال: “تستند سياستنا إزاء الدول المجاورة على مبادئ التعاون المتبادل، والسعي نحو السلام، وتعزيز الأمن الشامل في المنطقة. ضمن هذا الإطار، نعمل جاهدين لتحقيق تطور مستدام وسلام دائم في المنطقة.”
تناولت جلسة “تشاتام هاوس” التي عقدت بعنوان: “التنافس الأمريكي-الصيني: كيف ينبغي للقوى الإقليمية أن تتفاعل؟” التنافس المتصاعد بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والذي يُعد من أبرز ملامح القرن الحادي والعشرين، مستعرضةً استراتيجيات وردود الفعل المحتملة من قبل القوى الإقليمية.
صرح السفير جوليان فينتورا، السفير المكسيكي السابق لدى الصين، قائلاً: ‘الواقع الذي لا يمكن تجاهله هو أن كلا الطرفين متداخلان بعمق في النظام العالمي، وهذه الديناميات لا يمكن تجاهلها أو تفاديها حتى لو كنت دولة ذات قوة متوسطة”.
وبدوره، قال البروفيسور ديفيد مونياي، مدير مركز الدراسات الأفريقية الصينية في جامعة جوهانسبرج: “أعتقد أن واحدة من أهم الأحداث في الفترة الأخيرة كانت قمة البريكس. نشهد تعزيزًا وتوسعًا لقوة الجنوب، مما يعكس تحول النفوذ من الولايات المتحدة إلى مناطق أخرى.”
أشار غالب دالاي، زميل أوّل غير مقيم في مركز الشرق الأوسط للشؤون الدولية في جلسة “تحديد مسار جديد للشرق الأوسط المتقلب: أيّ مستقبل ينتظرنا؟ والتي نُظمت بالشراكة مع مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، إلى أنه:” في الماضي، كانت الولايات المتحدة تهيمن على منطقة الشرق الأوسط بشكل رئيسي، ولكن مؤخرًا شهدت المنطقة تغيرًا ملحوظًا مع تزايد نفوذ الصين وتوسعها هناك. تراجعت موثوقية وقدرة التنبؤ بسياسات الولايات المتحدة، مما أدى إلى تغيير كبير في دورها في المنطقة في الآونة الأخيرة.”
في جلسة “آفاق السلام في أوكرانيا”، تم تقييم كيف يمكن للفاعلين الدوليين واستراتيجياتهم المختلفة أن تساعد في منع النزاعات الممتدة وتيسير تحقيق الحلول السلمية. عند تحليل ومقارنة مختلف النزاعات، قال سعادة ياتسيك سيفيرا، سكرتير الدولة ورئيس مكتب الأمن القومي البولندي، قائلاً: “من الصعب تجاهل إجراء مقارنات بين النزاع في غزة والحرب في أوكرانيا، رغم وجود العديد من الاختلافات بينهما. إلا أن الاختلاف الأكثر وضوحًا يكمن في أن الأطراف المتحاربة في أوكرانيا قد أعربت بصراحة عن مواقفها وأهدافها الإستراتيجية منذ بداية النزاع”. وقد عُقدت الجلسة بالشراكة مع مركز الصين والعولمة والمركز الأوروبي لدراسة السياسات.
وتناولت جلسة “تعزيز الاستدامة وإصلاح الحوكمة في الدول الهشة” والتي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عدة موضوعات كان من بينها سبل استخدام الابتكار والتكنولوجيا على مستوى الطاقة في توفير حلول صغيرة النطاق لتعزيز أهداف المناخ وتقوية البنية التحتية المدنية وتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية ودعم عمليات بناء السلام في البلدان الهشة. وأوضحت الدكتورة بلقيس عثمان العشا، وهي كبير المتخصصين في تغير المناخ والنمو الأخضر لدى بنك التنمية الأفريقي: “على الصعيد العالمي، هناك استثمار جيد في مصادر الطاقة المتجددة، ولكن حينما تأتي إلى أفريقيا ترى جزءًا صغيرًا جدًا من هذه الأموال يصل إلى أفريقيا. وفي عام 2021 الذي تم خلاله استثمار 444 مليار دولار على مستوى العالم، لم يكن نصيب القارة الأفريقية منها سوى 0.6%، بالرغم من أن أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تمتلك 44% من الإمكانات العالمية للطاقة الشمسية.”
وأشار معالي الدكتور بشر الخصاونة، رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية، خلال الجلسة الأخيرة من المنتدى هذا العام، إلى أن:” تجاهل ورفض حل الدولتين ليس خيارًا مقبولًا، كما إن الطرد الجماعي وإعادة احتلال غزة غير مقبول، وارتفاع وتيرة أعمال العنف في الضفة الغربية من قبل المستوطنين، أمرُ غير مقبول أيضًا. نحن نأمل أن يكون العدوان الإسرائيلي على غزة بمثابة جرس إنذار يُعيد الأمور إلى المسار الصحيح”.
وسلطت الجلسة الأخيرة، والتي تعكس موضوع المنتدى لهذا العام “بناء مستقبل مشترك”، الضوء على الحاجة إلى تطوير المؤسسات متعددة الأطراف لمواجهة التحديات المستقبلية، وذلك عبر إيلاء الاهتمام اللازم بالمنظومات الشاملة والمعايير والتقنيات اللازمة لتعزيز التعاون الفعّال. وقال السيد عمر سليمان، مؤسس ورئيس معهد يقين: “بصفتي أمريكيًا فلسطيني الأصل، أقول إن أمريكا قد فقدت مصداقيتها منذ فترة طويلة ومن قبل الأسابيع الثلاثة المنصرمة فيما يتعلق بإدراك ماهية حقوق الإنسان. لقد فشلنا في كل ادعاء أخلاقي حول المكان الذي نقف فيه في العالم. نحن نعيش في زمن نسمع فيه الأحاديث عن السلام كثيرًا في المنتديات فيما تستخدم القوة السياسية بشكل مباشر في خنق مسارات العدالة.”
وتابع: “من المهم بالنسبة إلينا ألا نسمح بأن يصبح أيٌ من الإسلام أو المسيحية أو اليهودية كبش فداء. والأصوات الدينية قادرة على الاستمرار في توضيح الرؤية بما يضمن أن يظل الناس قادرين على الرؤية بوضوح والتأثر بمشهد طفل يعاني وحشد الجماهير من أجل ذلك، بدلا من السماح للدين بأن يصبح آلية أو وسيلة لتأجيج الكراهية.”
وقال السيد برونوين مادوكس، المدير والرئيس التنفيذي لمعهد تشاتام هاوس: “لقد حظيت العديد من الدول بالمزيد من القوة والصوت، وأرادت التعبير عن ذلك، وهذا يعني أن العالم لم يعد مقسمًا إلى كتل بسيطة كما كان من قبل… نحن نرى مسارًا ينعكس فيه اتجاه سادته عقودٌ من العولمة. إن التقدم المحرز ليس كافيا لكنني لن أيأس فيما يتعلق بقدرة الدول على التوصل إلى اتفاقات حين تنشب أزمة”.
وشهد اليوم الثاني أيضًا توقيع اتفاقية بين “قطر الخيرية” و”مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية”.
وشملت الشراكات الإعلامية القيمة للمنتدى شبكة الجزيرة وصحيفة القبس وموقع المونيتور الإخباري وشبكة سي إن إن الإخبارية ومجلة فورين بوليسي وتلفزيون “إن تي إن 24”.