صفاقس: حملة للتبرّع بالدم للأطفال مرضى السرطان
انطلقت، صباح الأربعاء، بساحة 100 متر بمنطقة باب البحر في مدينة صفاقس، حملة بيومين متتاليين للتبرع بالدم تهدف إلى الاستجابة للطلبات الملحة من الدم ومشتقاته (الصفائح والكريات الحمراء والبيضاء وغيرها) لفائدة الأطفال مرضى سرطان الدم وغيرهم من المرضى بقسم الدم بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للتبرع بالدم الموافق ليوم 14 جوان من كل سنة.
وتنتظم هذه الحملة للسنة الثالثة على التوالي ببادرة من جمعية “رحمة” للإحاطة بمرضى الدم بالجنوب التونسي، بالتعاون مع المركز الجهوي لنقل الدم بصفاقس، وبمساهمة من جمعية الهلال الأحمر، وعدد من المتطوعين من الإطارات الطبية وشبه الطبية.
وتشتمل هذه الحملة على خيمة لاستقبال المواطنين الراغبين في التبرع بالدم يشرف عليها أطباء وممرضون يتولون عمليات الفحص التي تسبق التبرع (لمعرفة ضغط الدم، ومخزون السكري وما إذا كانت هناك موانع للتبرع)، وخيمة لبيع منتوجات الأطفال مرضى السرطان بقسم أمراض الدم تخصص مداخيلها لفائدة هؤلاء الأطفال وعلاجهم، فضلا عن حملة تحسيسية للتعريف بأنشطة جمعة “رحمة”.
وقالت الدكتورة إيمان بن عمر الطبيبة الأخصائية بقسم أمراض الدم وأمينة مال جمعية “رحمة” إن الجمعية تأمل في تحقيق نتائج حملة السنة الفارطة التي تميزت بإقبال ما لا يقل عن 112 متبرعا، مبيّنة أهمية هذا التبرع في الاستجابة لحاجيات المرضى المتزايدة من الدم ومشتقاته حيث يحتاج مرضى سرطان الدم على سبيل المثال ممن يخضعون إلى العلاج الكيمائي وتدنّي المناعة إلى هذه المواد الحيوية بصفة مسترسلة ولفترات مطوّلة أحيانا.
ويسدي قسم أمراض الدم بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس خدماته الصحية بما فيها ضخّ الدم ومشتقاته للمرضى المقيمين المقدر عددهم بـ37 مريضا منهم عدد هام من فئة الأطفال، فضلا عن المرضى الذين يستفيدون من خدمات المستشفى النهاري للقسم، علما وأن هذا القسم يغطّي صفاقس وعديد ولايات الجنوب التونسي، وفق ذات المصدر.
وتكتسي حملة التبرع الطوعي والتلقائي التي تنظّمها جمعية “رحمة” أهمية بالغة باعتبار أن أغلب المتبرعين بالدم الذين يتوجهون في الأيام العادية لمركز نقل الدم هم من المتبرعين العائليين أي الذين يتبرعون لأفراد عائلاتهم المحتاجين للدم.
من جهتها، قالت نائبة جمعية “رحمة”، نزيهة الجوّة العيادي، أن توعية الناس بأهمية التبرّع بالدم يبقى من الأهداف الرئيسية للجمعية بالنظر إلى الطابع الحياتي لضرورة أن تتوفر المنظومة الصحية على مخزون من الدم للاستجابة إلى حاجيات المرضى الملحة سواء بالنسبة لمرضى قسم الدم أو بالنسبة لأقسام الجراحة التي تقوم بنشاط مكثّف بسبب ارتفاع منسوب الحوادث، وهو ما يجعل مركز نقل الدم يشكو من نقص في كثير من الأحيان خاصة بالنسبة لعدد من أصناف الدم مثل “0+” و”0-” وغيرها.
ودعت عضو جمعية “رحمة”، إيمان الزوش التريكي، عموم المواطنين إلى الانخراط في الجهد التطوّعي والإنساني لمعاضدة الأطفال المصابين بسرطان الدم من خلال التبرع بالدم الذي يكتسي أهمية بالغة في عملية العلاج، وأضافت قائلة: “ينبغي أن لا ننسى أنّ كل شخص يمكن أن يكون في يوم ما في حاجة لمتبرعين بالدم، فالتبرع بالدم هو أنبل فعل يقوم به الإنسان لينقذ به حياة بشر شارف على الهلاك”.
وات