صفاقس: 80 لوحة ثلاثية الأبعاد لفائدة التلاميذ المكفوفين في إطار مشروع “التربية للجميع”
قال محمد كمون رئيس جمعية “براي” للتربية والثقافة (خاصة بالمكفوفين) أن الجمعية ستتمكن مع موفى شهر فيفري القادم من توزيع 80 لوحة مجسمات ملموسة ثلاثية الأبعاد على تلاميذ المدارس الابتدائية للمكفوفين بكل من بن عروس وقابس وسوسة تساعدهم في دروسهم حيث تقدم لهم رسوما مجسمة فيها نتوءات يتلمسهما التلميذ .
ويصاحب هذه اللوحات التي يستعملها التلميذ الكفيف باللمس دليل صوتي يُحمّل على هاتف ذكي يصف ويحاكي الرسوم بما يساعد على فهم مضمون الرسوم التي تشتمل عليها اللوحة في مختلف المواد على غرار الإيقاظ العلمي والتاريخ والجغرافيا كأن تجسم الرسوم أعضاء من جسم الإنسان في مادة الإيقاظ أو الخرائط أو ما شابه ذلك.
وأوضح رئيس الجمعية في تصريح أدلى به لوكالة تونس افريقيا للانباء على هامش زيارة أدتها سفيرة كندا بتونس اليوم الجمعة إلى مقر الجمعية أن صناعة هذه اللوحات تمت في إطار مشروع “التربية للجميع” المنجز بالشراكة بين جمعية “براي” للمكفوفين والصندوق الكندي للمبادرات المحلية.
ويهدف المشروع إلى “تيسير النفاذ إلى البيانات العلمية لفائدة التلاميذ المكفوفين وتنمية ملكة الذكاء لديهم وتمكينهم من أدوات بيداغوجية متطورة واستعمال للتكنولوجيا الحديثة المبتكرة وتوظيفها في إضفاء بعد تطبيقي عملي على المعارف النظرية” بحسب محمد كمون.
وتعد هذه اللوحات المرتبطة بالدليل الصوتي عبر رمز الاستجابة السريعة “QR Code” من المشاريع التي اشتغلت عليها جمعية “براي” بالشراكة مع مؤسسة “ثري دي وايف” “3DWAVE” وهي مؤسسة ناشئة في مدينة سوسة تختص في تطوير المشاريع المجددة بالاعتماد على التكنولوجيات الرقمية الحديثة.
وأوضح مدير هذه الشركة فريد الكامل أن تطوير اللوحة الجديدة التي تعد أمرا مستحدثا في تونس هو واحد من المشاريع التربوية والثقافية التي تشتغل عليه المؤسسة مع جمعية براي لفائدة الكفيف ومنها مشروع “متاحف للجميع” المتمثل في تأهيل المتاحف في كل من تونس وجربة وصفاقس وسوسة بشكل يمكن من تيسير نفاذ المكفوفين إلى هذه المتاحف وما تشتمل عليه وذلك بشكل مستقل ودون حاجة الكفيف إلى مساعدة شخص آخر.
من جهتها عبرت سفيرة كندا بتونس “لورين ديغير ” Lorraine Diguer عن إعجابها بمثل هذه المشاريع المنجزة لفائدة المكفوفين وبالمبادرات التي تقدمها جمعية “براي” لفائدة هذه الفئة الاجتماعية ذات الاحتياجات الخاصة. وثمنت المقترحات والمبادرات الجديدة التي تنوي الجمعية القيام بها في المستقبل معبرة عن استعداد سفارة كندا لمواصل التعاون مع الجمعية ودعم مبادراتها.
وكان لقاء سفيرة كندا بأعضاء جمعية “براي” للمكفوفين مناسبة قدم خلالها رئيس هذه الجمعيات مقترحات مشاريع مشتركة جديدة تخدم الكفيف. ومن بين هذه المقترحات بعث قاعة طابعة بتقنية “براي” في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس لتيسير نفاذ الطلبة المكفوفين بالكلية إلى المصادر والمراجع والامتحانات بطريقة “براي”.
وتطمح الجمعية كذلك إلى تجسيم مشروع جديد بعنوان “القراءة للجميع” (على غرار التربية للجميع) يتم بمقتضاه تجهيز المكتبات العمومية بكتب وفق تقنية “براي”.
جدير بالذكر أن عدد التلاميذ المكفوفين في تونس يفوق ألف تلميذ يتوزعون على المؤسسات التربوية الخاصة بالمكفوفين في كل من بن عروس وسوسة وقابس والأقسام الإدماجية بصفاقس وبنزرت.
وات