صفاقس: مركز المحاكاة الطبية بكلية الطب يتيح فرصا ثمينة للتدرب على أساليب تقنية متطورة في معالجة أمراض القلب والشرايين
قال رئيس قسم جراحة القلب والصدر والشرايين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس ورئيس الجمعية التونسية لجراحة القلب والصدر والشرايين، الدكتور عماد الفريخة، إنّ مركز المحاكاة الطبية المحدث مؤخرا بكلية الطب بصفاقس في إطار مشروع تعاون تونسي أمريكي يتيح فرصا ثمينة للقيام بالمحاكاة والتدرب والممارسة التطبيقية التجريبية في اختصاصات تقنية متطورة بدأ العمل بها حديثا في تونس في معالجة أمراض القلب والشرايين.
وأوضح الفريخة، اليوم الجمعة، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، على هامش دورة تكوين مكونين صلب المركز جرت على امتداد يومين حول المحاكاة الطبية في مجال القسطرة القلبية أن هذه المجالات تتعلق أساسا بتركيز اللولب المغلف المستعمل لتسريح الشريان الأبهر الصدري والشريان الأبيض الباطني وزرع الشريان الأبهر دون جراحة عن طريق القسطرة وهي تقنية يستعملها أطباء القلب وأطباء جراحة القلب على حد السواء.
واعتبر أن ما يوفّره المركز من تقنيات حديثة متطوّرة للغاية ولا سيما في مجال القسطرة بالمحاكاة مدعاة للفخر بالنظر إلى ما يتيحه من إمكانيات للقيام بعمليات القسطرة في كل المستويات، ولا سيما في مستوى القلب والشريان الأبهر وشرايين الأطراف السفلى والعليا على وجه التجربة قبل تطبيقها على المرضى.
وبيّن أن هذه الإمكانيات الجديدة المتاحة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للأطباء في طور التعليم وأطباء الاختصاص كذلك.
وتوقّع رئيس قسم جراحة القلب والصدر والشرايين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة أن ينعكس التكوين الجديد المنجز وفق منهجية المحاكاة الطبية (باستخدام تقنيات الحقيقة الافتراضية) بشكل إيجابي على نشاط هذا القسم من حيث تطبيق التقنيات الجديدة في القسم المذكور.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن المنظومة المعتمدة في المحاكاة تتيح إمكانية إدخال المعطيات الحقيقية للملف الطبي للمرضى صلب جهاز المحاكاة المتطور والاشتغال عليها وتجريبها في المركز قبل تنفيذها بشكل فعلي في أقسام العمليات والقسطرة، بما يسمح بتحقيق نتائج أفضل مع التقليص من درجة خطورة التدخل الطبي على حياة المريض.
وثمّن، من جهة أخرى، الفرص التي يتيحها مركز المحاكاة في تأطير ومرافقة الأطباء الشبان والمتربصين ولا سيما الأطباء المقيمين وتمكينهم من التجربة والممارسة والتدرب على وضعيات حقيقية، وذلك في ظل العدد الكبير لهذا الصنف من الأطباء بما يجعل الاستجابة لطلباتهم في المستشفيات تبقى محدودة.
بدوره، اعتبر المنسق التقني لمشروع مركز المحاكاة الطبية، الدكتور المعز بالله الوسلاتي، أنّ التكوين في المجال المحاكاة الطبيّة في أمراض القلب والشرايين يساعد بفضل ما يتيحه من فرص رفع القدرات لفائدة الإطارات الطبية وشبه الطبية العاملة والدارسة في الاختصاص من المساهمة بشكل فعّال في التقليص من الآثار الجانبية والخطورة المرتفعة لأمراض القلب والشرايين وغيرها من الأمراض المزمنة المنتشرة بشكل متزايد في المجتمع.
وقد شارك في الدورة التكوينية حول استعمال المعدات الطبية المتطورة عالية الدقة في القسطرة القلبية التي تم تجهيز المركز بها (وهي حلقة من سلسلة دورات تكوينية لفائدة الأطباء والتقنيين والطلبة في مجالات وأعمال طبية مختلفة) قرابة 30 طبيبا من اختصاصات طب القلب والشرايين، وجراحة القلب والأوعية والشرايين، وطب الإنعاش، والتصوير الطبي في المستشفيين الجامعيين الحبيب بورقيبة والهادي شاكر بصفاقس.
كما شارك في هذا التكوين رئيس قسم القلب بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بمدنين، الدكتور سامي الميلوشي، الذي ثمّن الاعتماد على تقنية المحاكاة الطبية في التدريس بكلية الطب، وتكوين الأطباء الشبان، والتكوين المستمر بالنظر إلى ثراء المضمون المقترح على المستفيدين منه في المؤسسة التعليمية الجامعية وفي المؤسسة الاستشفائية على حد السواء.
وتركّزت عمليات التكوين، التي أشرف عليها المكوّن الفرنسي فريديريك بوكي، على التدرّب على المعدات الجديدة لمحاكاة جملة من التدخلات المتعلقة بالقسطرة والتسريح وتمديد الأوعية والانصمام الشرياني والتصوير بالصدى للقلب، وغيرها من الأعمال الطبية التي تم التدرّب عليها عبر تقنية المحاكاة المتطوّرة.
جدير بالتذكير أن مشروع مركز المحاكاة الطبية بكلية الطب بصفاقس تم افتتاحه في شهر جوان الماضي، وقد تم إنجازه بتمويل من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بما قيمته 5 ملايين دولار بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجامعة صفاقس وكلية الطب.
وتستفيد من المشروع المؤسسات التكوينية في المجال الصحي ولا سيما كلية الطب بصفاقس، والمعهد العالي لعلوم التمريض بصفاقس، والمدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة بصفاقس.